يوماً بعد يوم ترسّخ دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها داعماً وسنداً دائماً للأشقاء في أوقات الشدة والرخاء، وتشكل نموذجاً رائداً للعمل الإنساني في ظل المبادرات المستمرة التي تبادر بها وتنفذها، انطلاقاً من النهج الإنساني الشامل الذي أسسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقد جاء إعلان هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تدشين المشروع السادس لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر (أم الإمارات)، لمصلحة المتأثرين بالأحداث في اليمن، خطوة جديدة في إطار الجهود المتواصلة ضمن الدعم الإماراتي المتواصل للأشقاء اليمنيين، والوقوف إلى جانبهم في الظروف كافة. فهذا المشروع الذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات «أم الإمارات» بتحسين أوضاع المتأثرين بالأحداث في اليمن، وتخفيف معاناتهم، يتضمن إنشاء 50 سداً، تبلغ الطاقة الاستيعابية لكل منها 20 متراً مكعباً من مياه الأمطار، لتجميع هذه المياه والاستفادة منها طوال أيام السنة، حيث يعتبر توفير مصادر المياه الصالحة للشرب والاستخدام في اليمن حالياً، من الأولويات والضروريات لحياة سكان القرى والمناطق النائية التي تواجه العديد من التحديات والمشكلات، وفي مقدمتها الحصول على المياه، لاسيما أن المناطق التي تنفذ فيها هذه المبادرة تشتهر بشحّ الأمطار وطول موسم الجفاف، ما تسبب في نزوح أعداد كبيرة من سكانها إلى مناطق أخرى. وتزداد أهمية هذا المشروع انطلاقاً من كونه يخدم آلاف الأسر اليمنية، التي تواجه معاناة كبيرة في سبيل الحصول على احتياجاتها من المياه. ويأتي اهتمام ومبادرات «أم الإمارات» كجزء أصيل من اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل قيادتها الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، لمؤازرة الأشقاء في اليمن، ودعمهم ومساندتهم في كافة الظروف، بما في ذلك الظروف المعيشية الصعبة التي ترتبت على الانقلاب الحوثي على الشرعية هناك، ولذلك تقوم الإمارات بتنفيذ مثل هذه المشروعات، التي تدرس بعناية، من أجل تلبية احتياجات الشعب اليمني في كافة الجوانب. إن مبادرة «أم الإمارات» تضمنت كذلك توفير الدعم اللازم لخمسة عشر مشروعاً في عدن والمحافظات المجاورة، في عدد من المحاور المهمة كالصحة والتعليم وتعزيز قدرات المرأة اليمنية، وتأهيل المعوقين وتحسين خدمات المياه والكهرباء وبرامج الإيواء ودعم استقرار الأسر، الأمر الذي يعدّ مؤشراً عملياً على الاهتمام الإماراتي الواسع بتحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني الشقيق. والتقرير الذي صدر مؤخراً عن خدمة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة، يؤكد ذلك بوضوح تام، لاسيما أنه أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعدّ من أكبر الدول الداعمة والمانحة للمساعدات الإنسانية للشعب اليمني حتى الآن، وذلك في مجالات عدة تستهدف إعمار وإعادة تأهيل المرافق والخدمات العامة في عدن والمحافظات المجاورة، وهي في مجملها رسالة تعاون ومساندة ومؤازرة مستمرة من دولة الإمارات العربية المتحدة للأشقاء في اليمن الشقيق. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية