إن الأوطان تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف، فما تملكه الدولة من سجل حافل بالبطولات والتضحيات وسطور عريقة في كتاب المجد والفداء وكوكبة من الأبطال الذين سموا بأرواحهم إلى مرتبة الشهادة ورجال أشاوس يفتدون وطنهم بدمائهم وأرواحهم جعل منها نموذجاً فريداً في العطاء والتضحية، وحصناً منيعاً ضد كل الأطماع التي تحيق بالمنطقة العربية، وواحة أمن واستقرار، وبلد محبة للعالم والإنسانية وساعياً إلى إحلال الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم. إلى الذين تعطرت الأرض بطيب دمائهم. كان لجنودنا البواسل في كافة القطاعات العسكرية صور مشرفة وبطولات لا حصر لها «إيمان بالله» و«روح وطنية» و«ثقة بالنفس» و«معنويات عالية» و«هيبة إنسان» تحيطها «قوة عسكرية» و«إمكانات حديثة» وسياسة رصينة، اجتمعت وسط ميدان «عاصفة الحزم» في الوقت الذي رخص فيه كل شيء أمام تلبية النداء وتأدية الواجب. لقد زف الوطن على ثراه أرواحاً طاهرة قدمت إلى ربها راضية مرضية. كانوا يتباهون بميدانهم مقدمين على العاصفة كمشروع للشهادة في سبيل الله وتحقيقاً لأمن الوطن وتلبية لنداء الواجب، رحلوا بدمائهم وأرواحهم وخلدوا ذكرى لسيرتهم التي لن تزول من الذاكرة. وتبقى في الذاكرة جهود رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه كل في مجاله من أروقة السياسة إلى ميادين القتال ومعهم رجال ونساء شيوخ وأطفال حركتهم عاطفة الحب للوطن والانتماء إليه، وإغاثة الملهوف الذي لجأ إليه بعد الله لإنقاذ بلد شقيق بعد أن كان يمناً سعيداً حوله العملاء إلى ساحات قتال تفوح منها رائحة أشلاء القتلى إرضاء للأجنبي الذي احتل بلادهم بأيديهم ليحقق هيمنة وسيطرة عليها وعلى مقدراتها. هؤلاء هم الرجال الذين رحلوا مقدمين أرواحهم لله ثم للقيادة والوطن وتركوا سيرة عطرة يعتز بها كل مواطن إماراتي على ثرى هذا الوطن الغالي الذي رخص من أجله كل شيء. وبقدر حزن الفراق إلا أن فرحة الشهادة والاعتزاز ارتسمت على محيا أسر الشهداء أجمعين الذين أكدوا جميعهم أن ما قدمه أبناؤهم لم يزدهم إلا إيماناً بالله وانتماء للوطن وولاء للقيادة الرشيدة. مهره سعيد المهيري كاتبة إماراتية