تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بشهداء الوطن تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحياتهم وعطائهم وبذلهم، وهم الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية الدولة خفّاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة. ويعد تخصيص يوم للشهيد مناسبة وطنية تكريماً لشهداء الوطن وإعلاءً لقيم الوفاء والعطاء المتجذرة في المجتمع الإماراتي التي تعد أحد أهم روافد استقراره على المستويات كافة. وبجانب اعتزاز القيادة الرشيدة بتضحيات أبناء الوطن وأن الدولة لا تنسى أبداً أبناءها المخلصين الذين يقدمون أرواحهم فداءً لها ويزرعون بتضحياتهم الكبيرة القيم النبيلة في قلوب النشء والشباب وعقولهم. ويوم الشهيد يعبر عن تجذر قيمة الوفاء في المجتمع الإماراتي قيادة وشعباً، فالقيادة الرشيدة دائماً تثمن تضحيات أبناء الوطن وعطاءهم في مختلف مواقع العمل الوطني، وإن دولة الإمارات ستظل بأبنائها البررة عوناً للأشقاء مهما كانت التضحيات، ليس من أجل أمنها واستقرارها فقط، وإنما لشعوب المنطقة كافة. الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن سيبقون حاضرين في المشهد الوطني في يوم مشهود، ليكسبوا الخلود في الدنيا وفي ذاكرة الناس والوطن، كما كسبوه عند ربهم في الآخرة. إن ما قدمته دولة الإمارات منذ تأسيسها من مواقف بطولية وشجاعة دعماً للأشقاء والأمة وسعياً لنصرة القضايا العربية، ما هو إلا ترجمة للرؤية الحكيمة للقيادة التي تسير على نهج مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي وضع اللبنة الأساسية لهذا الوطن وغرس في نفوس أبنائه حب العطاء والتضحية والإيثار والفزعة لنجدة المظلوم ومساعدة المنكوبين. ستظل تضحياتهم عالقة في أذهاننا متجذرة في قلوبنا ساكنة في وجداننا نشعر بهم ونحيا بأرواحهم ونخلِّد بطولاتهم التي رفعت راية الدولة عالياً في السماء. يتذكر الوطن وأبناؤه والمقيمون على أرضه رموزاً سطَّرت بدمائها أروع قصص التضحية والفداء والولاء والانتماء، وكانت سباقة في تلبية نداء الواجب. وفي هذا اليوم يشارك الوطن بكل فئاته أسر الشهداء ذكريات لا تنسى لأبطال قدموا الغالي والنفيس لحماية الوطن، فسيظلون خالدين في ذاكرة الوطن وأبنائه. الإمارات وفية لأبنائها الذين استشهدوا في سبيل الوطن من أجل أن يدافعوا عن الحق والأرض والسلام، حاملين اسمها ومتقدمين بكل عزم ليفتدوا بأرواحهم كل فرد من مجتمعهم وأمتهم. هذه مدعاة فخر، وعلينا أن ننظر إلى كل الجوانب المهمة والإيجابية لها، مثل أن يدخل هذا اليوم في مناهج التعليم ليدرك أبناؤنا الطلبة معنى «يوم الشهيد»، ولماذا الاحتفاء به بشكل رسمي وعدم اعتباره ذكرى تمر مرور الكرام. كما أن الشهيد الإماراتي ليس ابناً تفقده أسرته بل هو ابن كل الأسر، والمجتمع بأسره يتعاطف معها ويقف معها مواسياً ومفتخراً بعطائها مقدراً بذلها في تربية ابن بار تجاه وطنه مقدماً روحه فداءً لبلده ودفاعاً عن أمته. حمد الكعبي *صحفي إماراتي