تهل علينا في الإمارات هذا الأسبوع مناسبتان غاليتان على قلب كل مواطن إماراتي، فيوم غد الإثنين يوافق الثلاثين من نوفمبر، الذي أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، بأن يكون يوماً للشهيد، تخليداً لأبطال جيش الإمارات الذين قدموا تضحياتهم بشجاعة وفداء، وعكسوا صلابة وقوة عزيمة قواتنا المسلحة، التي تقوم بواجبها الوطني باحترافية واقتدار، ثم تعيش الإمارات مناسبة وطنية أخرى عزيزة، هي الاحتفال باليوم الوطني في الثاني من ديسمبر، والذي يأتي في ظل تطورات باهرة حققتها الدولة على كل المستويات. في يوم الشهيد نستطيع القول بثقة، إن القوات المسلحة الإماراتية نجحت في المهمة التي أوكلت إليها من قبل القيادة، وأن الجاهزية العالية لقواتنا كانت بوصلة دقيقة ساعدت في تحقيق ذلك، حيث تم تلقين المتمردين على الشرعية في اليمن دروساً شهدت بها المقاومة اليمنية، وكانت القوات الإماراتية في الطليعة على كل الجبهات، وساهمت بفاعلية في تحرير مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية جنوباً وشرقاً. وارتفع العلم الإماراتي في عدن وفي مأرب على مشارف السد التاريخي الذي أعاد بناءه وقام بافتتاحه المؤسس الشيخ زايد (طيب الله ثراه). إن الوفاء لشهداء الإمارات وتخليدهم في الذاكرة مهمة نتقاسمها جميعاً. فما قدمه الشهداء لم يكن مجرد تصميم على الانتصار، بل كان درساً في التضحية والإخلاص والولاء الصادق. كما قدمت لنا عائلات الشهداء دروساً إضافية في التضحية من أجل الوطن والثقة باهتمام القيادة. ويكفي أن نرى أطفال الشهداء وعائلاتهم في تلك المشاهد التى لا تنسى، أثناء زيارات قيادات الدولة لمنازل أسر الشهداء ومجالس العزاء، وما لاحظه كل مواطن إماراتي من فخر واعتزاز كل عائلة بشهيدها، بما لتلك المشاعر من دلالات تعمق الشعور الوطني وتزيد اتحادنا قوة. وشاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفال الشهداء وهم يتبادلون مع القيادة مشاعر صادقة ملؤها الحنان والثقة بالمستقبل، وترددت على ألسنتهم أحاديث الفخر بتضحيات آبائهم الشهداء، بل أبدوا رغبتهم في الالتحاق مستقبلاً بالقوات المسلحة الإماراتية. إنها مشاهد لا تنسى، لأنها جسدت أروع صور الوفاء، من خلال الزيارات التي قام بها شيوخنا لعائلات الشهداء ومجالس العزاء، وظهرت العلاقة الصادقة بين القيادة وعائلات الشهداء، لتجسد حقيقة نعيشها في الإمارات، وهي أن «البيتْ متوحدْ» وفخرنا بجيشنا يزداد. لقد وجد أطفال الشهداء العزاء الجميل في قرب قيادة الدولة منهم ومواساتها لعائلاتهم. لذلك فأطفال شهدائنا ليسوا أيتاماً ما دامت القيادة الحكيمة حريصة عليهم كما يحرص الوالد على أبنائه. إن القرار الحكيم لرئيس الدولة (حفظه الله)، بتحديد يوم الثلاثين من نوفمبر يوماً للشهيد، يعتبر فرصة ليشترك الشعب مع القيادة وكل مؤسسات الدولة في التعبير عن الوفاء للشهداء. ولا شك أن هذه المناسبة ستبلور كل عام آليات وخطوات عملية لترجمة الاهتمام بعائلات الشهداء بصيغ ومبادرات تتجاوز الجانب المعنوي، إلى القيام بدور ملموس يصل إلى بيت كل شهيد من أبطالنا الذين لن ننسى تضحياتهم الكبيرة. ويأتي يوم الشهيد هذا العام وكتائب من جنود قواتنا المسلحة الإماراتية في الميدان، يخوضون المعارك ببسالة وفداء، وهم يتذكرون معنا زملاءهم الشهداء، ويعقدون العزم على تحقيق الانتصار تلو الانتصار، وفاءً للشهداء والتزاماً بحماية الأمن الوطني للإمارات. وفي يوم الشهيد علينا أن نتذكر أن تضحيات أولئك الأبطال كانت من أجل رفع راية الوطن، ولتلقين المارقين دروساً لن ينسوها على أيدي أبطال قواتنا المسلحة الشجعان. والوفاء منا لجميع شهدائنا، والرحمة والخلود لهم، و«عيشي بلادي... عاش اتحاد إماراتنا».