تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الأربعاء القادم بيومها الوطني الـ44، يوم الاتحاد والفرحة التي عمّت الشعب بأكمله، يوم توحيد الدولة على يد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وإخوانه الحكام الذين سطروا من خلال هذه الوحدة ملحمة رائعة ونموذجاً وحدوياً يحتذى به، اعتبره المؤرخون علامة فارقة في التاريخ العربي ونقطة تحول في تاريخ هذا الوطن ومسيرته التنموية في مختلف المجالات. وبهذا النموذج الاتحادي استشرف المؤسسون، ببصيرتهم الثاقبة، مستقبل هذا الوطن، ودفعوا بهذه الوحدة حتى اكتملت وأصبحت دولة الإمارات على ما هي عليه الآن. وفي هذا اليوم نستعيد من الذاكرة ملامح مهمة من تاريخ الوطن، ونتذكر كيف تمت الوحدة في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت المنطقة هدفاً لقوى متعددة وأطماع استعمارية مختلفة. ويعيد التاريخ نفسه، حيث تشهد منطقتنا العربية اليوم صراعات إقليمية وعالمية، وحروباً أهلية، وأطماعاً استعمارية متعددة. وعلى الرغم من ذلك فإن دولتنا، بحمد الله وفضله وبحكمة قيادتها الرشيدة، تنعم بالأمن الأمان والاستقرار، بل وتمضي في رسم طريق المستقبل واستكمال مشاريعها التنموية الشاملة لإسعاد المواطن، وتتحمل في الوقت نفسه مسؤوليتها كدولة في دفع الأخطار عن حدودها، وتبادر بتقديم العون لأشقائها وأصدقائها، ليظل الأمن والاستقرار سائدين في المنطقة. إننا عندما نحتفل بذكرى يومنا الوطني فإننا نحاول من خلال هذا الاحتفال أن نستحضر القيم الأساسية التي قام عليها الاتحاد، لكونها النقطة الجوهرية والركيزة الأساسية التي يفاخر بها شعب الإمارات، لأنها أحد الثوابت الراسخة في ذاكرة الوطن وذاكرة الشعب، حيث تتجلى مجدداً من خلال هذا الاحتفال حقيقة الولاء والانتماء الراسخين لهذا الوطن، كما تتجلى وتتجدد حالة العشق الأبدي لتراب الإمارات والتفاف شعبها الأبي حول قيادته الرشيدة. ومن خلال ذلك أيضاً تتجلى لنا مواقف الرجال الأوفياء، من جنود الوطن البواسل الذين شاركوا في «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن، الذين صنعوا ملاحم المجد البطولية لهذا الوطن الغالي، وسجلوا فيها مواقف خالدة، منهم من استشهد في سبيل حماية هذا الوطن وسجل بدمائه الزكية ذكرى خالدة، ومنهم من يقف الآن في أرض المعركة وعلى حدود هذا الوطن لحمايته من أي عدوان خارجي. إن الاحتفال باليوم الوطني هو خير برهان على أن دولتنا بحمد الله وفضله، تنعم بحالة من الأمن والاستقرار والرخاء، وأنها قادرة على حماية نفسها، وتجاوز كل المخاطر والصعوبات التي تحيط بها وبالمنطقة وبالعالم من حولها، وأننا كشعب شركاء في مثل هذه المسؤولية، حيث يجب علينا أن نقف بقوة مع قيادتنا الرشيدة، صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، ضد مثل هذه الأخطار والتحديات التي تحيط بمنطقتنا العربية، وأن نحمي وطننا بأرواحنا من كل الأخطار والشرور، وأن نرد الجميل الذي أعطانا إياه هذا الوطن. علينا أن نتحمل مسؤوليتنا حتى نكون عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة فينا.