بعد حملة انتخابية محمومة أسقطت عائلة سياسية حاكمة، كان الرئيس المقبل «ماوريسيو ماكري» صريحاً في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، حيث قال في معرض جوابه على سؤال حول ما إن كان سيفي بوعده الانتخابي بانتقاد وتوبيخ النظام الفنزويلي بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان: «إذا قلتُ سنقوم بذلك، فإننا سنقوم بذلك». وكان «ماكري» قد تعهد بالضغط على الجيران والحلفاء للطعن في ادعاء فنزويلا بأنها دولة ديمقراطية. والواقع أن موقف «ماكري» لافت، ليس بسبب صمت أميركا اللاتينية أمام الرؤساء المستبدين فحسب، ولكن أيضاً بسبب العلاقات الجيدة التي تربط الحكومة الأرجنتينية بفنزويلا. فالرئيسة الأرجنتينية المنتهية ولايتها، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، لم تكن تكتفي بغض النظر عندما كان هوجو تشافيز، ومن بعده نيكولاس مادورو، ينتهك الحقوق الديمقراطية، وإنما عقدت تحالفاً استراتيجياً مع فنزويلا. فبعد أن أدى عجز الأرجنتين عن تسديد ديونها لمنعها من دخول سوق الائتمان الدولية، سارع تشافيز إلى شراء السندات الأرجنتينية. وعندما أفضت سياسات تشافيز الاقتصادية الكارثية إلى ارتفاع التضخم وإفراغ رفوف المتاجر من المواد الغذائية، هبت فيرنانديز لنجدة فنزويلا فأرسلت شحنات من المواد الغذائية مقابل النفط الفنزويلي. وفي 2012، استضافت الأرجنتين اجتماعا لتجمع ميركوسور التجاري صوّتت خلاله البلدان على تجميد عضوية البراجواي بعد أن قام برلمانها بخلع الرئيس غير المحبوب فيرناندو لوجو. وكانت البراجواي البلد الوحيد الذي يعارض انضمام فنزويلا إلى التجمع. وبخروجها منه، تم الترحيب بسرعة بانضمام فنزويلا. واليوم، يتعهد «ماكري» بإخراج فنزويلا خلال الاجتماع المقبل لتجمع ميركوسور. وهكذا، فإن الرئيس الأرجنتيني الجديد سيكون منشغلا بملفات عديدة، إذ سيسعى إلى إنقاذ اقتصاد أخذ يغرق وحُكم بلد تحت أنظار برلمان معارض إلى حد كبير. وفي منطقة ما زالت فيها الديمقراطية مهددة، لا شك أن ذلك شيء يستحق الإشادة. مارك مارجوليس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»