جاء اعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، «السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار»، مؤخراً، خير استقبال تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لأسبوع الابتكار -من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري- وخير استقبال كذلك للاحتفالات الوطنية بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس دولة الاتحاد، إذ إن «السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار»، التي تتضمن مئة مبادرة وطنية، تشمل قطاعات التعليم والصحة والطاقة والنقل والفضاء والمياه. وتتضمن أيضاً مجموعة سياسات وطنية جديدة في المجالات التشريعية والاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية والمالية، وغيرها. التي يبلغ حجم الاستثمار فيها أكثر من 300 مليار درهم. ويؤكد ذلك أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها الرشيدة، عازمة على المضي قدماً -ومن دون توقف- نحو استكمال مسيرة التنمية والتطوير والبناء، من دون كلل أو ملل. وأنها تتحلى بطموح لا ينفد في هذا الإطار، بل إن نهجها نحو إدراك هذه الغايات هو نهج غير تقليدي، ويتميز بالحيوية والإبداع. إن «السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار» سوف تغير معادلات الاقتصاد الوطني بشكل جوهري، وتواصل دفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، وتحفزه على تحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة للمجتمع الإماراتي بشكل عام خلال السنوات المقبلة. ?ورغم ?أن ?دولة ?الإمارات ?العربية ?المتحدة ?لها ?تاريخ ?طويل ?في ?السير ?في ?هذا ?الاتجاه، ?وأنها ?قطعت ?شوطاً ?مهماً ?نحو ?تحقيق ?غاياتها ?تلك، ?فإن ?سياستها ?العامة ?الجديدة ?تتميز ?بعدد ?من ?المزايا ?الاستثنائية، ?التي ?من ?شأنها ?أن ?تزيد ?من ?كفاءة ?جهودها ?نحو ?إدراك ?الأهداف. ?ومن ?أهم ?هذه ?المزايا ?بطبيعة ?الحال، ?أن ?السياسة ?الجديدة ?تأتي ?استكمالاً ?لخطوات ?سابقة، ?وتبنى ?على ?خبرات ?طويلة ?للدولة ?في ?هذا ?المجال، ?وبالتالي ?فهي ?تستفيد ?من ?الدروس ?والعبر ?التي ?استقتها ?من ?عملها ?وجهودها ?السابقة ?في ?الإطار ?نفسه. ?والميزة ?الثانية ?في ?هذا ?السياق، ?هو ?الشمول ?الذي ?تتحلى ?به ?السياسة ?العليا ?الجديدة. ?هذا ?إلى ?جانب ?ميزة ?الوضوح ?والدقة ?التي ?صيغت ?بها، ?سواءً ?تعلق ?الأمر ?بالأهداف ?أو ?القطاعات ?التي ?تم ?تحديدها ?للتركيز ?عليها ?كمحور ?لجهود ?التنمية ?أو ?حتى ?حجم ?الاستثمارات ?المتوقع ?تنفيذها ?من ?أجل ?عملية ?التطوير ?تلك. ميزة جوهرية أخرى تتعلق بهذه الجهود أيضاً، وهي ارتباطها بالتوقيت الذي تم فيه إطلاق السياسة العليا، وهو توقيت يزخر بالعديد من المناسبات الوطنية الغالية، على رأسها احتفال الدولة بعيدها الوطني الرابع والأربعين، وهي الاحتفالات التي تواكب العديد من الإنجازات التنموية للدولة، لتشهد هذه الذكرى الغالية هذا العام على أن دولة الاتحاد مستمرة في بناء مستقبل راسخ لأجيالها. كما أن تزامن إطلاق السياسة العليا مع أسبوع الابتكار الذي هو جزء من عام 2015، الذي اعتمدته دولة الإمارات العربية المتحدة عاماً للابتكار، يحمل بدوره أهمية كبيرة في إطار تحقيق طموحات الدولة في مجال تمكين الابتكار والإبداع. إن دولة الإمارات العربية المتحدة راهنت منذ تأسيس اتحادها، عل يد المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء الإنسان، وقد حققت نجاحات كبيرة في هذا السياق، وها هي تجني ثمار هذه النجاحات، حيث يتحمل الإنسان الإماراتي المؤهل والقادر الآن مسؤولية التنمية، ويتبنى نهجاً مبتكراً ومبدعاً، يعتمد على العلم والمعرفة والتقنية والابتكار، كنقطة تحول رئيسية في مسيرة التنمية الشاملة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية