بينما حصدت الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس حياة 130 شخصاً، وأغلقت بروكسل أبوابها بسبب ما يصفه المسؤولون بأنه هجوم إرهابي وشيك، تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن المخاوف بشأن الإرهاب تجاوزت المخاوف الاقتصادية لتصبح القضية المتصدرة لدائرة الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2016. ودفع ذلك السجال بشأن المهاجرين السوريين إلى مقدمة المناقشات السياسية في الولايات المتحدة، وربما يكون ذلك مؤقتاً، لكنه يسلط الضوء على وضع الولايات المتأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، خصوصاً فيرجينيا، باعتبارها حجر زاوية في الطريق المؤدي للبيت الأبيض. ومثلما توقعنا الأسبوع الماضي، تحول السجال بشأن الهجرة إلى طريقة مختصرة للاختلافات الحزبية بشأن استراتيجية أوباما لمحاربة الأرهاب. لكن دعونا نتحدث أولاً عن التقديرات الخاصة بـ«المجمع الانتخابي» الذي ينتخب الرئيس. فبناءً على الاتجاهات الانتخابية قبل أحداث باريس، كان المفترض أن تصبح الديمقراطية هيلاري كلينتون المرشحة المفضلة لنحو 20 ولاية، إضافة إلى مقاطعة كولومبيا، ويصل إجمالي عدد الأصوات الانتخابية لهذه المقاعد 253 صوتاً. أما على صعيد «الجمهوريين»، فالمرشح الرئاسي المقبل للحزب الجمهوري سيحصل بصورة منطقية على 23 ولاية، التي حصل عليها ميت رومني بشق الأنفس في 2012، ولكن هذه الولايات تمثل 191 صوتاً انتخابياً فقط. ونظراً لأن المرشح يحتاج 270 صوتاً للفوز، فإن ذلك يعطي كلينتون ميزة كبيرة. ولكن لا يزال هناك 94 صوتاً انتخابياً في سبع ولايات متأرجحة. بيد أن حكام أكبر ثلاث ولايات متأرجحة (فلوريدا ونورث كارولينا وأوهايو) يعارضون استراتيجية أوباما في الحرب ضد الإرهاب، وخطته لقبول عشرة آلاف لاجئ سوري. وهؤلاء الحكام جميعهم جمهوريون. لكن استطلاعات الرأي تشي بأن جماهير الناخبين مؤيدون لموقف الحكام إزاء عدم الترحيب بأي لاجئ سوري. نورمان ليهي وباول جولدمان: محللان سياسيان أميركيان يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»