«ترامب» خطر على الأميركيين والانتصار على «داعش» بهزيمة الخوف إعداد: طه حسيب «واشنطن بوست» أول أمس الاثنين وتحت عنوان «الجمهوريون بحاجة إلى الوقوف في وجه تنمر ترامب»، نشرت «واشنطن بوست افتتاحية أشارت في مستهلها إلى أن القباحة المتناهية لحملة رجل الأعمال «دونالد ترامب» باتت تشكل تحدياً لجميع الأميركيين. والسبب يعود لتصريحاته الغريبة تجاه المهاجرين وتجاه قضايا سياسية مهمة. لقد عايش الأميركيون وغيرهم شخصيات من هذا النوع من قبل. لكن هذا النوع من التنمر بنرجسية وخيلاء والمصحوب بنشر الأكاذيب وتأجيج الكراهية وبث الخوف يجعل شخصاً من هذا النوع خطراً على المجتمع. الصحيفة تميل، مثل كثير من الأميركيين- لتجاهل «ترامب»، وضمن هذا الإطار قررت صحيفة «ذي هوفتون بوست» تجاهل أخبار «ترامب» ونقلها إلى قسم المنوعات، وعدم وضعها في الصفحات التي تخصصها الجريدة لتغطية الأخبار السياسية. الصحيفة تصف "ترامب" بالمهرج، الذي يروج لشائعات حول ميلاد باراك أوباما. ترامب لا يحظى سوى بدعم 30 في المئة من »الجمهوريين«، وهو يفتقر للخبرة والمؤهلات والمعرفة التي تجعله يصلح لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة. لقد دخل سباق الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب «الجمهوري»، وهو بذلك يحاول ترويج طريقة عمله، لكننا لن نمنحه ما يريد. «واشنطن تايمز» في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «اللاجئون والإرهابيون والوعد الأميركي»، أشارت «واشنطن تايمز» إلى أن الملايين من اللاجئين يتدفقون إلى خارج سوريا، وهؤلاء ضحايا حرب أهلية مستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات.. عدد كبير منهم شق طريقه نحو أوروبا من أجل حياة أفضل. صحيح أن عدداً كبيراً من المهاجرين سوريون، لكن من بينهم أفغان وعراقيين وباكستانيين وأشخاص من آسيا الوسطى، وجميعهم يبحثون عن فرصة لاغتنامها. الصحفية لفتت الانتباه إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي رحبت باستقبال 850 ألف مهاجر من المتوقع أن يصلوا ألمانيا بنهاية العام الحالي، وذلك على رغم وجود حالة فزع من اللاجئين لدى ساسة آخرين في الاتحاد الأوروبي وخارجه. حكومة برلين تعهدت بقبول أعداد أكبر من اللاجئين، في حين أفصحت دول أوروبية أخرى مثل بولندا والمجر بأنهم لايستطيعون القيام بذلك لأسباب اقتصادية وأخرى ثقافية. التعامل مع اللاجئين تحول إلى مشكلة أكثر تعقيداً، خاصة مع ظهور تنظيم «داعش»، فثمة خوف من أن يزج التنظيم عناصره في صفوف اللاجئين. وهذا خطر حقيقي، تقول الصحيفة إن أوباما يغفله، ورغم ذلك أقر قبول 10 آلاف لاجئ سوري خلال العام الجاري، وسيقبل 200 ألف منهم خلال العامين المقبلين. مجلس النواب أقر قبول اللاجئين حسب الأرقام المعلنة، لكن هناك بعض الأصوات التي أبدت تخوفها، مثل «جيمس كومي» مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، فهو يرى أن الحكومة الفيدرالية ليس لديها القدرة على الفحص الأمني لطالبي اللجوء حتى يتسنى لها منع الإرهابيين من دخول الولايات المتحدة ضمن اللاجئين. هذه المخاوف المعلنة يصفها الرئيس وأصدقاؤه في الإعلام بأنها «شكوك عنصرية» تشبه خطوات ضد قبول اليهود الفارين من النازية، قام بها الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفيلت في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي خطوات وُصفت آنذاك بالسخيفة، لأنه من الصعب أن يختبئ نازيون في صفوف الألمان الفارين. الصحيفة أشارت إلى أن الولايات المتحدة التزمت منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 بتقديم 4.5 مليار دولار للاجئين السوريين، وهو مبلغ لم تقدمه دولة أخرى. صحيح أن البعض يجادل بشأن قبول عدد أكبر من اللاجئين السوريين، لكن من المنطقي التوقف ومراجعة مسألة الفحص الأمني، لأنه يتعين على الولايات المتحدة مواصلة الترحيب بالفقراء والمنهكين التواقين لالتقاط الأنفاس. «كريستيان ساينس مونيتور» في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «جبهة أخرى ضد داعش: هزيمة الخوف»، استنتجت «كريستيان ساينس مونيتور» أن أوباما ناشد الجميع بألا يجعلوا الخوف من «داعش» أو من اللاجئين السوريين سلاحاً أو أداة في يد التنظيم الإرهابي. الصحيفة ترى أن الرئيس الأميركي على حق، لكن ينبغي فعل المزيد في الجبهة الأميركية الداخلية للوقوف في وجه مروجي الخوف. وتقول الصحيفة إنه بعد 14 عاماً على هجمات 11 سبتمبر، من المهم أن يركز عامة الناس على مواقف القيادات الوطنية مثل أوباما وأولاند. فمجموعة مثل «داعش» تسعى لغرس الخوف ليس فقط منها كتنظيم إرهابي، بل من المسلمين الذين يفرون من شرور التنظيم، وكلما تم التعامل مع اللاجئين السوريين بخوف، كلما اتجه هؤلاء اللاجئون إلى دعم ما تصفه الصحيفة بـ«الجنة الموعودة» التي يروج لها التنظيم ضمن نظام الخلافة الذي يبشر به. وكلما تنامى الخوف لدى اللاجئين، كلما كان من السهل على «داعش» تجنيدهم. الصحيفة أبدت إعجابها بأوباما الذي أوضح أنه إذا تم الاستناد إلى الهستيريا والمبالغة في رصد المخاطر، فإنه لا يمكن اتخاذ قرارات صائبة. والأميركيون بحاجة إلى عدم اللعب بالخوف، لاسيما وإن العالم يراقب خطواتهم. «نيويورك تايمز» تحت عنوان «هجمات مالي ماذا تعني»، كتب «جو بينيانوف» مقالاً في «نيويورك تايمز»، توصل خلاله إلى قناعة مفادها أن فروعاً لتنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» احتلت شمال مالي في عام 2012 ولمدة تسعة شهور، وزرعت عناصر محلية في هذه المنطقة، ولم تنقطع علاقة التنظيم بشمال مالي حتى الآن. صحيح أن القوات الفرنسية في 2013، طردت «الجهاديين» من المنطقة، لكن الوضع الأمني لايزال متدهوراً، علماً بأن الهجمات الإرهابية انتقلت إلى جنوب مالي وهي منطقة اعتبرت آمنة لفترة من الوقت. وحسب الكاتب، أدى غياب السلطة في ليبيا بعد هجمات «الناتو» التي أطاحت بالقذافي، إلى سهولة انتقال السلاح إلى شمال مالي، وجعل المجموعات الجهادية تكتسب نفوذاً أكبر في المنطقة. جماعة «المرابطين» التي يقودها مختار بلمختار «الجهادي» الجزائري الأعور، أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مالي. ويشير الكاتب إلى أن مجموعة تابعة لتنظيم «القاعدة» شنت في أغسطس الماضي هجوماً على فندق بمنطقة «سيفاري» وسط مالي ما أدى لمقتل 17 شخصاً، والذخائر والتكتيكات المستخدمة في هجوم أغسطس شبيهة بالذخائر المستخدمة في الهجوم الأخير الذي شهده فندق راديسون بلو بالعاصمة «باماكو»، وذلك حسب خبير أمني في الأمم المتحدة رفض الإفصاح عن اسمه. الخبير نفسه يرى أن «الجهاديين» الذين اختفوا بعد الهجوم الفرنسي قبل ثلاثة أعوام يظهرون من جديد بعناصر جديدة تم تجنيدها. ويواصل الخبير تحليله بأن الهجوم على الفندق يأتي في إطار رد أعضاء في تنظيم «القاعدة»على «داعش»، أي أن أتباع «القاعدة» يعاودون الظهور كي يلفتوا الانتباه إلى أنهم جزء مهم من المشهد «الجهادي العالمي». الهجوم على الفندق تم بأسلحة رشاشة يحملها أشخاص لا يهابون الموت، والخوف من هجمات من هذا النوع، جعل بلجيكا تغلق بروكسل.