مع نهاية الشهر الجاري، يقترب موعد انعقاد عدد من القمم الآسيوية. والهند، التي لطالما تطلعت إلى «النظر شرقاً»، لن تكون على الهامش. وقد غادر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الجمعة الماضي، في رحلة إلى ماليزيا وسنغافورة لحضور قمتين مهمتين هما «قمة التكتل الإقليمي» (آسيان) وقمة «شرق آسيا». والتقى «مودي» مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق لمناقشة القضايا الثنائية في العلاقات الهندية الماليزية. وفي سنغافورة، يركز على تعزيز اهتمام القطاع الخاص بفرص الاستثمار في الهند، وترويج مبادرته «اصنع في الهند»، التي تهدف إلى دعم قطاع الصناعة الهندي. وبالطبع، يركز كثير من المراقبين في الهند عن كثب على زيارة «مودي» التي تستغرق أربعة أيام، في ضوء الأجندة الاقتصادية والأمنية الموسعة. وقبيل رحلته، أشار رئيس الوزراء الهندي إلى أن القمتين ستركزان على «قضايا أمنية ملحة». ويمثل التهديد الإرهابي المحدق والوضع السائد في غرب آسيا جزءاً من المناقشات. وتعتبر قمة « شرق آسيا» واحدة من قمم دول آسيا والمحيط الهادئ التي تنعقد كل عام، وتضم 18 دولة من داخل وخارج المنطقة. ومن الملفت أن الولايات المتحدة وروسيا تشاركان في القمة. كما أن الهند من الدول المؤسسة لهذه القمة التي انعقدت للمرة الأولى في 2005. وقد وصف «مودي» علاقة الهند بماليزيا بأنها «محور» أساسي في «سياسة التحرك شرقاً». وفي العام الماضي، 2014، أعادت حكومة «مودي» صياغة «سياسة النظر شرقاً» القديمة لتصبح «سياسة التحرك شرقاً»، في إشارة إلى أن حكومته ستعزز انفتاح الهند على دول شرق آسيا. وقد رحبت مجموعة دول «آسيان» ب «سياسة التحرك شرقاً» الهندية، ونحن في الهند متحمسون بشكل كبير لعلاقات أفضل مع أسرة دول «آسيان» في مجالات مثل الدفاع والأمن والعلاقات الثقافية. وبالطبع ستمنح متانة هذه العلاقات قوة دافعة كبيرة لحلمنا الجماعي بجعل هذا القرن «قرناً آسيوياً»، مثلما قال «مودي» عند مراجعة أجندة قمة «آسيان- الهند» العام الماضي. وخلال الأعوام القليلة الماضية، أصبحت الهند أكثر صراحة بشأن النزاعات البحرية والإقليمية في شرق آسيا، وخصوصاً بحر الصين الجنوبي. وفي بيانات مشتركة مع مسؤولين رفيعي المستوى من الفلبين وفيتنام، اللتين تطالبان بمناطق في بحر الصين الجنوبي وتتنازعان عليها مع الصين، أعربت الهند صراحة وبصورة معلنة عن ضرورة حل كافة النزاعات بالطرق السلمية وبمقتضى القانون الدولي. ---------- أنكيت باندا كاتب هندي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»