ينصب تركيز العالم اليوم على موضوعين اثنين: محاربة ما يسمى بتنظيم "داعش" وأزمة اللاجئين المتواصلة. الموضوعان مترابطان من عدة نواح على اعتبار أن "داعش" هو السبب الذي يدفع الكثير من السوريين والعراقيين للفرار إلى الدول المجاورة وأوروبا. وهناك خوف وقلق في العديد من وكالات الاستخبارات عبر العالم من أن يتسلل "جهاديون" إلى دول أوروبية، من أجل تنفيذ هجمات إرهابية. وعلى غرار معظم دول العالم، فإن أستراليا تواجه أيضاً تحديات مرتبطة بالتطرف. فقبل يومين فقط، اعترفت زوجة محمد العمر، وهو أحد أشهر مقاتلي "داعش" الأستراليين، بتهمة مساعدة مقاتلين أجانب في سوريا. كما تشير التقديرات إلى أن نحو 120 أسترالياً يوجدون حالياً في سوريا، حيث يقاتلون ضمن صوف "داعش" وتنظيمات أخرى. وقد سبق لأستراليا أيضاً أن شهدت حالات إرهاب محلي على نطاق ضيق. فقبل شهر تقريباً، قام "فرهاد جابر خليل محمد"، وهو إيراني- أسترالي في الخامسة عشرة من عمره، بإطلاق النار على شرطي في سيدني وقتله قبل أن يُقتل بدوره في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن. وحسب الشرطة، فإن "فرهاد" كان شاباً متطرفاً على اتصال بـ"داعش" قبل الهجوم الذي قام به. والعام الماضي، كانت سيدني مسرحاً لأزمة رهائن نفذها رجل تأثر بـ"داعش" على ما يفترض (التنظيم الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم لاحقاً، وإن كان من غير الواضح صحة هذا الإعلان). وعلى نحو متوقع، كانت ثمة ردود فعل قوية على هذه الحوادث وأعمال إرهابية أخرى عبر العالم، ومن ذلك دعوة عضو البرلمان المحافظ "آندرو فرايزر" رئيسَ الوزراء الأسترالي "مالكولم ترنبل"، في أعقاب هجمات باريس، إلى إغلاق حدود أستراليا في وجه المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط. وكتب "فرايزر" على صفحته في "فيسبوك: "رسالة إلى مالكولم ترنبل: أستراليا ليست في حاجة للاجئين من الشرق الأوسط أو ركاب قوارب مسلمين! اغلق الحدود، فلدينا ما يكفي من الفوضويين في أستراليا ولسنا في حاجة لقدوم المزيد منهم متنكرين في هيئة لاجئين!"، في إشارة إلى قرار كانبيرا قبول 12 ألف لاجئ من سوريا والعراق. إن الرد على الإرهاب معقد ومركب. فالعمل الاستخباراتي الجيد مهم كإجراء مؤقت، وإن كان لا يحل المشاكل الجوهرية التي تحرّك الإرهابيين. ولكن خفض تهديد الإرهاب يقتضي، في النهاية، بعض التدابير "التافهة" مثل توفير فرص العمل، والتواصل مع المجتمع، والحوار الصريح حول دور الدين والسياسة في مجتمع مفتوح. __ _ _ __ _ _ _ _ _ __ بنيامين ديفيد بيكر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»