يعد سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أحد القامات العلمية والبحثية البارزة عربياً وعالمياً. فمن خلال مؤلفاته وإسهاماته الفكرية الثرية، استطاع سعادته أن يسد فجوات عديدة في الفكر الإنساني عموماً، وفي مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية خصوصاً، فضلاً عن معالجاته الفكرية المعمقة لقضايا الإرهاب ومظاهر التطرف، وأطروحاته ذات الشأن العظيم في التعامل مع التحديات الناتجة عن تصاعد هذه المظاهر الضارة بالدول والمجتمعات، والتي تتزايد مخاطرها يوماً بعد يوم. وما شهدته مدينة باريس من تفجيرات إرهابية مؤخراً ومن قبلها العاصمة اللبنانية بيروت، فضلاً عما يحدث يومياً في العديد من المدن والبلدان في المنطقة والعالم، والتي يذهب ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء، في الوقت الذي يتخفى فيه القائمون بهذه العمليات والتفجيرات الإرهابية خلف ستار الدين، وهو ما يظهر إلى أي مدى أصبح العالم في حاجة إلى مثل الأفكار والأطروحات التي تزخر بها مؤلفات سعادة الدكتور جمال سند السويدي. ويأتي منح جامعة «لوجانو» السويسرية درجة الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضوية مجلسها الأكاديمي لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، مؤخراً، بمثابة الدليل القاطع على صحيح الطرح الذي تحتويه كتب ومؤلفات سعادته، التي يأتي على رأسها كتاب «السراب» بطبيعة الحال، هذا الكتاب الذي جاء صدوره في وقت يعد فيه العالم في أمسّ الحاجة إليه، إذ إنه يسلط الضوء على قضايا الإرهاب والتطرف ويضعها تحت المجهر، يعالج أسبابها ويستقرئ آفاقها ويذهب إلى طرح حلول بشأنها، وكل ذلك بأسلوب علمي رصين وذهنية منفتحة، وأسلوب غير تقليدي. وهذا الأمر جعل كتاب «السراب» بمثابة خريطة طريق واضحة المعالم للقضاء على ظاهرة الإرهاب والتطرف نهائياً، وهذا ما يؤكده المفكرون والخبراء والمختصون، وجميع المسؤولين والأكاديميين الذين التقاهم سعادة الدكتور جمال سند السويدي في رحلته الأخيرة إلى أوروبا، والتي شملت كلاً من إيطاليا وسويسرا، بمن فيهم أعضاء المجلس الأكاديمي في جامعة «لوجانو» ذاتها. وكتاب «السراب» الذي أتى بعد سلسلة طويلة من المؤلفات والإسهامات الفكرية لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، التي تضم كتاب «حركات الإسلام السياسي والسلطة في العالم العربي: الصعود والأفول»، الذي يحلل ويقيِّم تجارب الأحزاب والحركات الإسلامية في ممارسة السلطة والحكم، ولاسيَّما عقب أحداث ما يسمَّى «الربيع العربي». وكتابه «آفاق العصر الأميركي.. السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد»، الذي حاز بدوره اهتمام الأوساط الأكاديمية العربية والدولية في مجالي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لما طرحه من أفكار جديدة حول بنية النظام العالمي الجديد، وآفاقه المستقبلية. وكذلك كتابه «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، الذي يُعدُّ رائداً في مجاله. هذا بالإضافة إلى سلسلة طويلة من المقالات والأطروحات العملية الرصينة، وجميعها بمنزلة الإضافة الثمينة للموروث الفكري العربي والإنساني. إن تكريم سعادة الدكتور جمال سند السويدي على هذا النحو من جامعة «لوجانو»، يشير إلى أن الدور الفكري لسعادته أضحى دوراً تنويرياً عالمياً، وأن فكره يقوم مقام الجسر الثقافي بين الشرق والغرب، وبين الشعوب والثقافات العربية والإسلامية من ناحية، والشعوب والثقافات الغربية من ناحية أخرى، ولاسيما في ظل ما تحتله جامعة «لوجانو» نفسها من أهمية في هذا الشأن، تلك الجامعة التي يقصدها الطلاب من جميع أنحاء العالم ومناطقه وثقافاته. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية