وفقاً للقول المأثور، إذا كان كل ما لديك هو مطرقة، فإن كل ما حولك سيبدو كالمسمار، لذا ليس من المستغرب أن دونالد ترامب وتيد كروز، وغيرهما من جناح اليمين حولوا هجمات باريس إلي قضية الهجرة، فهذه القضية هي كل ما يعرفون، وسيظلون يشنون حملات مناهضة لها حتى آخر لحظات السباق الرئاسي. لم يفهم ترامب أن روسيا لا تقاتل «داعش» مباشرة، أو أن الاستيلاء على حقول النفط في الأراضي الخاضعة لـ«داعش» يتطلب آلاف الجنود، ولم يدرك أن الرئيس السوري بشار الأسد يغذي «داعش». وهو يرفض أن يربط 11/9 ببوش الابن بدلاً من قراءة نتائج لجنة 11/9، متهماً إدارة كلينتون، لفشله في إدراك أننا لم نتمكن من التعامل مع الإرهاب كمسألة إجرامية، ولم نتمكن من السماح للدول الفاشلة بإيواء الجهاديين. باختصار، إنه يعلم القليل جداً عن السياسة الخارجية، لكنه يعرف الكثير جداً عن كراهية الأجانب، لكن جهله بالسياسة الخارجية يتضاءل أمام جهله بالدستور. أما كروز فأفضل قليلاً، لكن نهجه بالنسبة لإرهاب الجهاديين ليس متماسكاً، فهو يندد بالرئيس لرفضه الاعتراف بأننا في حرب مع الأصوليين الإسلاميين، لكنه يرفض الحرب في سوريا باعتبارها حرباً أهلية. وبالنسبة لكريستي، فقد أصاب كبد الحقيقة حين قال: «كل ما نحتاج إليه حقاً هو تسليح موظفي الاستخبارات وضباط إنفاذ القانون لدينا بجميع القدرات التي يحتاجونها حتى نتمكن من الإمساك بالأسراب التي تخطط لتنفيذ هجمات. وقد فعلنا هذا بعد 11/9. كان الجميع يتوقعون هجوماً آخر، لكننا تمكنا من منع ذلك، لذا فلسنا بحاجة لإغلاق المساجد، كل ما نحتاج إليه هو التأكد من حصولنا على المعلومات الاستخباراتية اللازمة لاعتراض هؤلاء قبل قيامهم بأي عمل». جينفر روبن محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»