بينما يستمر الجمود في عاصمة بلادنا ولا يطرأ أي تغيير على التشريع في مجلس الشيوخ، من الواضح أن الرئيس القادم سيلعب دوراً رئيسياً في تحديد مستقبل برنامج الرعاية الصحية «أوباما كير». وهذا يعني أن مواقف المرشحين بشأن هذه القضية ستستحوذ على أهمية قصوى عند إجراء الانتخابات في العام القادم. إن برنامج «أوباما كير»، الذي يشبه «مقعد بثلاثة أرجل» – الإعانات والقواعد المضمونة والتفويض الفردي – ينهار بالفعل تحت وطأة ثقله. كما أن فشل تعاونيات «أوباما كير» تعني أن أكثر من 500 ألف أميركي سيفقدون خطط الرعاية الصحية الخاصة بهم، في حين أن الأفراد يواجهون موجة جديدة من الزيادات في الأقساط – نحو 600 دولار سنوياً في المتوسط بالنسبة للمستوى الفضي من خطة بورصة التأمين الصحي الفيدرالية. ومن ناحية أخرى، فإن التفويض الفردي مبالغ فيه وغير فعال، ومحاولة أوباما كير لمنع «تحديد السعر الذي يدفعه الأشخاص الذين لديهم ظروف مسبقة» قد أدت إلى فرض تكلفة على الأشخاص، الذين ليس لديهم ظروف مسبقة، وفي حين أن الإعانات تفيد في المقام الأول الأشخاص الذين هم دون الـ200% من مستوى الفقر، إلا أن غالبية الأميركيين هم أسوأ حالا. وإذا فازت هيلاري كلينتون أو «بيرني ساندرز» بالبيت الأبيض، فإن السؤال الوحيد هو إلى أي مدى سيستطيع أي منهما تمديد برنامج «أوباما كير»، ما يؤدي إلى زيادة ديوننا ورفع الضرائب في هذه العملية. أعلم أن هناك مساراً أفضل. ولهذا السبب فقد اقترحت مؤخراً أكثر من خطة محافظة وجديرة بالاهتمام تم طرحها حتى الآن لإلغاء واستبدال أوباما كير. والبديل الذي أقدمه لأوباما كير يعالج الأسباب الجذرية لتكاليف الرعاية الصحية المرتفعة، ويقدم للمرضى مزيدا من الخيارات ويدعم شبكة الأمان للأميركيين الأكثر ضعفا. أولا، ً إن خطتي تقضي بخفض التكاليف. إن الرعاية الصحية مكلفة بشكل رئيسي لأن واشنطن شوهت منذ فترة طويلة معنى «التأمين». فشركات التأمين تدفع غالبية الفواتير، وتتحكم في طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية. وبموجب خطتي، بدلاً من أن تدفع شركة التأمين مباشرة جميع الفواتير، يتم تمكين المستهلكين من القيام بالخيارات المناسبة لهم. وعلى سبيل المثال، فإن مريضا بالربو يمكنه توفير المال من خلال اختيار علاج يتكلف 8000 دولار، بدلا من مستشفى آخر في نفس المدينة بتكلفة 34 ألف دولار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إعطاء أصحاب المشاريع الطبية فرصاً أفضل لتطوير نُهج جديدة لتقديم الرعاية. وبدلاً من جعل مريض السكر يدفع رسوماً في كل مرة يأتي فيها إلى المكتب، ماذا لو استطاع الأخصائي تقديم كل الرعاية التي يحتاجها هذا المريض، باستخدام تكنولوجيا المراقبة عن بعد، مقابل دفع رسوم مرة واحدة؟ إن مثل هذا النهج ربما يوفر المال ويؤدي إلى نتائج أفضل. بيد أن هذا لا يعني أن المرضى سيدفعون التكاليف بأنفسهم، ولكن بدلاً من ذلك سيكون بوسعهم الاختيار من بين مجموعة من خيارات التغطية العلاجية المبتكرة. وربما يدفع المرضى أقل بكثير في الأقساط ويكون بمقدورهم توفير المزيد من التكاليف الإضافية من خلال حساب توفير الصحة (إتش. إس. إيه). وربما يختارون خطة تقدم خصومات عالية وتوفر لهم مبلغاً محدداً عندما يحتاجون إلى خدمات معينة، وبذلك يستطيعون اختيار طبيب متخصص لتقديم هذه الخدمات لهم. وبإمكان الولايات تكملة قيمة الخطط بالنسبة للفقراء من خلال تمويل حسابات توفير الصحة بالكامل. والنقطة هي أن الأفراد، بدلا من شركات التأمين، سيسيطرون أكثر على أموال الرعاية الصحية، من خلال أدوات مثل «إتش. إس. إيه». والنهج الذي أقدمه من شأنه أيضاً أن يجعل حسابات توفير الصحة هذه تعمل بشكل أفضل بالنسبة لأولئك الذين لديهم حالات مزمنة من خلال تقديم خطط بخصومات أقل لخدمات معينة ذات صلة ووضع معلومات شفافة حول قيمة الخدمات. ثانياً، إن خطتي تشجع الابتكار. وقد تستغرق 12 – 15 عاما وأكثر من 2 مليار دولار لتطوير علاج جديد للمرض. في نظام تبلغ تكلفته 3.1 تريليون دولار، يكون هناك حاجة ماسة إلى الكفاءة والفاعلية. إن خطتي ستصلح نهج واشنطن بالكامل في التجديد، بما في ذلك تحديث إدارة الغذاء والدواء، والاستثمار في المعاهد القومية للصحة. ويمكن أن يؤدي التطوير إلى الإبداع من جانب العلماء ومقدمي الرعاية والمبتكرين في أميركا. وأخيرا، فإن خطتي ستعزز شبكة الأمان. فالهدف الأساسي من الاعفاءات الضريبية لشراء التأمين المدرج في خطتي ستحقق أخيرا العدالة الضريبية بين صاحب العمل وأسواق التأمين الصحي الفردية. وقد يفيد الاعفاء الضريبي الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض، وخطتي ستمكن الولايات من استهداف موارد إضافية للمحتاجين من خلال استكمال قيمة الائتمان. ـ ـ ــ ـ جيب بوش ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ حاكم فلوريدا من1999 – 2007، ومرشح «جمهوري» في الانتخابات الرئاسية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»