تحرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على نشر روح الابتكار والإبداع والتطوير المستمر كنهج لجميع الأعمال داخل الدولة، إيماناً منها بأن الابتكار والتطوير المستمر هما جوهر وروح العصر، وأن الابتكار والإبداع هما من العوامل المحركة الأكثر فعالية للنمو الاقتصادي في العصر الحالي، لما لهما من أثر تحفيزي للأعمال وقيادة المشاريع في المجالات كافة. ويعد قطاع الطاقة من أوائل القطاعات التي تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تشجيع الابتكار والإبداع والاستثمار في مجال البحث والتطوير فيها. ويعد قطاع الطاقة أحد القطاعات التي حازت فيها دولة الإمارات العربية مركزاً متقدماً على مستوى العالم، حيث تعد من كبريات دول العالم المصدرة والمنتجة للنفط والغاز، وتعتبر شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، واحدة من كبرى شركات النفط في العالم. واللافت للانتباه ليس حجم إنتاج الشركة، بل المعايير المتعلقة بحماية الصحة والسلامة والبيئة، التي تلتزم بها الشركة في جميع عملياتها. وهذا التوجه يعد جزءاً من السياسة العامة التي تتبناها إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كلها، التي تتبنى خطة وطنية من شأنها زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في غضون السنوات المقبلة. وقد أدرجت دولة الإمارات العربية المتحدة قطاع الطاقة المتجددة ضمن القطاعات الرئيسية السبعة التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي تهدف بدورها إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن الدول الأفضل في الابتكار عالمياً بحلول عام 2021، وهو الموعد المحدد لنهاية الأمد الزمني لرؤية الإمارات 2021. ويأتي انعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2015»، ليشير إلى موقع دولة الإمارات العربية كمركز عالمي ومنصة دولية مهمة لمناقشة قضايا النفط والغاز والطاقة بشكل عام. فالمعرض الذي يشارك فيه 2000 عارض متخصص في قطاع النفط والغاز من كل دول العالم، ويضم نخبة كبيرة من الخبراء وصانعي القرار في قطاع الطاقة العالمي، يركز هذا العام على دور ومساهمة الابتكار في تقديم حلول آمنة في قطاع الطاقة، يمكن الاعتماد عليها في تحقيق أهداف الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وكما هو معروف فقد أعلنت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2015 عاماً للابتكار، لتؤكد أن الابتكار هو نمط حياة ومشروع المستقبل ورؤية للأجيال القادمة من أبناء الإمارات، ولذلك يأتي «أديبك» هذا العام ليمثل حدثاً عالمياً يتماشى في نهجه مع التوجه العام للإمارات، إذ يركز على تعزيز المكون المعرفي في قطاع النفط والغاز في الدولة وحول العالم. وأهمية معرض «أديبك» 2015 تتمثل في تزامن انعقاده هذا العام مع التحولات الجيوسياسية إقليمياً وعالمياً، بما يؤثر بطبيعة الحال في توجيه دفة أسواق الطاقة العالمية، كما أنه يأتي أيضاً تزامناً مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، التي تلعب هي الأخرى دوراً حيوياً في إحداث التحول بمشهد الطاقة العالمي. وقطاع الطاقة ذاته يشهد تحولات واسعة تستقي قوتها المحركة من الجانب التقني، ومن بين المظاهر الدالة على ذلك ما شهده العالم خلال الفترة الماضية من زيادة كبيرة في إنتاج النفط والغاز الصخريين، والتي كان لها تأثير مهم في وضع أسواق النفط. ويحمل المستقبل من دون شك في طياته الكثير من المستجدات التي من شأنها إعادة رسم المشهد، ليس فقط في قطاع الطاقة، ولكن في أوجه الحياة كافة، وهذا ما تعيه دولة الإمارات العربية المتحدة وتستعد له دوماً. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية