تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال استقبال سموه، مؤخراً، وفداً من الكونجرس الأميركي، موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعي إلى معالجة مختلف الأزمات في المنطقة عن طريق تغليب لغة الحوار والتفاهم، والسعي إلى تعزيز فرص السلام والتعايش السلمي، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، وترسيخ أسس الاستقرار والأمن لدول المنطقة وشعوبها، يرسخ المبادئ التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في هذه المرحلة، حيث تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى تسويات سلمية للأزمات التي تشهدها المنطقة، وتؤكد دائماً ضرورة اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية والسلمية في مواجهة الأزمات، وذلك من خلال تغليب أسلوب الحوار والتفاهم، واعتماد لغة المنطق والعقل، والعمل على احتواء الأزمات والحيلولة دون اتساع نطاقها أو امتدادها، مع ضرورة تجنب التصعيد اللفظي وغير اللفظي، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو حتى التهديد أو التلويح باستخدامها. ولم تترك الدبلوماسية الإماراتية محفلاً دولياً أو إقليمياً إلا وأكدت ضرورة اتباع هذه المبادئ في التعامل مع مختلف الأزمات. وفي إطار تحركها لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم، لم تتردد دولة الإمارات العربية المتحدة في اتخاذ إجراءات داخلية وخارجية لمواجهة الإرهاب والتطرف، إذ سعت إلى مواجهة هذه الظاهرة من جذورها عبر تجفيف منابعها الثقافية والفكرية، وذلك من خلال نشر فكر الوسطية والاعتدال، وتشجيع الانفتاح على الآخر والقبول به واحترامه، والإعلاء من قيمة التسامح، ومحاربة التشدد والانغلاق، ومواجهة أصحاب الفكر المتطرف وإظهار زيف ما يروجون له. كما لم تتوانَ دولة الإمارات العربية المتحدة عن المشاركة في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، فشاركت في عدد من المبادرات الدولية الساعية إلى مواجهة هذه الظاهرة، ولم تتخلف يوماً عن الإسهام والحضور الجدي الفاعل في المناسبات والمؤتمرات والفعاليات التي تبحث في هذه الظاهرة وكيفية التصدي لها، كما بادرت إلى تأسيس بعض المؤسسات التي تهدف إلى مواجهة التطرف مثل مركز «هداية» الذي تأسس في سبتمبر عام 2011 كأول مركز دولي متخصص في مكافحة التطرف العنيف. وجاء انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، ليؤكد جديتها في ضرورة القضاء على هذا التنظيم الذي يشكل تهديداً حقيقياً لسلم المنطقة وأمنها، في ظل سعيه الدائم إلى نشر الفوضى والرعب وإرهاب الناس وزعزعة استقرار الدول والأوطان. ولم يقتصر دور الدولة على هذا الجانب وإنما امتد ليشمل الجانب الفكري أيضاً، وذلك عبر المشاركة مع الولايات المتحدة الأميركية في إطلاق مركز «صواب» بهدف دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد تنظيم «داعش» ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تهدد الأمن والسلم المجتمعي في عدد من دول المنطقة. إن ترسيخ أسس الاستقرار والأمن لدول المنطقة وشعوبها والعالم، يعد أحد الأهداف التي تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقها خاصة في ظل هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة العربية أزمات أدت إلى زعزعة استقرار بعض الدول وأمنها، وقد بادرت الدولة إلى مساعدة هذه الدول وتقديم كل دعم ممكن لها، حتى تستطيع أن تعود إلى سابق عهدها دولاً آمنة مستقرة قادرة على الإسهام في الحفاظ على أمن المنطقة وسلمها. ـ ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.