المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى الشعب اليمني، والتي تأتي ضمن حزمة كبيرة وواسعة من الدعم والمساندة، تدلل على الموقف الثابت الذي تتبناه دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه اليمن وتجاه أشقائها العرب كافة. ومنذ أن اندلعت الأزمة اليمنية، سارعت الإمارات إلى مد يد العون إلى الشعب اليمني، من خلال المشاركة في قوات «التحالف العربي» الذي يقاتل دفاعاً عن وحدة اليمن وسلامة أراضيه ورد الحق إلى أهله، ومن أجل حماية اليمن من التدخلات الخارجية. ولا تتوقف الإمارات عن تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، من أدوية وأغذية ومياه وملابس، بالإضافة إلى إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب، لا سيما شبكات المياه والكهرباء والمرافق العامة والمدارس والمستشفيات وغيرها. وقد أسهمت الجهود الإماراتية في تحرير العديد من المدن اليمنية وإعادة الأمن والحياة إليها. ففي محافظة عدن على سبيل المثال، تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة إعمار الكثير من البنى التحتية والمرافق والخدمات وإعادة تأهيل المستشفيات والمدارس وغيرها، فأسهمت في العودة السريعة لآلاف المواطنين اليمنيين إليها، بعد أن نزحوا عنها بسبب الحرب. ولم تتوقف المساعدات الإماراتية على ذلك، بل جاءت الجهود الإنسانية التي قدمتها «هيئة الهلال الأحمر الإماراتية» لمساندة المواطنين المتأثرين من إعصار «تشابالا» الذي ضرب سواحل اليمن الجنوبية مؤخراً، لتؤكد أن المساعدات الإماراتية لليمن هي مساعدات شاملة ومستمرة، وتستهدف الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في الظروف كافة. وقد جاءت الاستجابة لدعم الشعب اليمني ومؤازرته في وجه الأضرار التي لحقت به من جراء إعصار «تشابالا»، في إطار توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تدخر وسعاً أو جهداً في سبيل تقديم كل ما من شأنه تخفيف الآثار السلبية للإعصار في اليمن، والعمل على تحسين الظروف الإنسانية للمتضررين منه، وتخفيف المعاناة عنهم. فجاءت المساعدات بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتم إنشاء برنامج خاص للمساعدات يلبي احتياجات المتضررين من الإعصار، كالغذاء والدواء والأغطية والملابس والمستلزمات الضرورية الأخرى التي تسهم في تخفيف المعاناة الناجمة عن الإعصار الذي خلف أضراراً بالغة في المناطق التي ضربها. إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكما بادرت بالمشاركة في قوات «التحالف العربي»، للتصدي لتمرد «الحوثيين» وحلفائهم ضد أمن وسلامة ووحدة أراضي اليمن الشقيق، لم تتأخر في تقديم الدعم والمساندة للشعب اليمني في وجه إعصار «تشابالا». وهي الجهود التي جاءت ضمن سلسلة من الجهود الإنسانية التي شملت تقديم العديد من الخدمات، كالدعم الكبير الذي قدمته الإمارات لمرفق الكهرباء والطاقة في محافظة عدن، وكذلك جهودها في إعادة تشغيل وتأهيل مطار عدن، ليصبح المطار قادراً على استقبال طائرات الإغاثة والمعونات الإنسانية والطبية وإيصالها إلى مستحقيها، وكذلك استقبال الطائرات الخاصة بنقل المواطنين اليمنيين العائدين إلى بلادهم. هذه الجهود الحثيثة تؤكد موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم للأشقاء اليمنيين والعرب، والوقوف إلى جانبهم في الظروف والمحن والكوارث كافة. وهو المبدأ الذي تتبناه الإمارات منذ نشأة اتحادها في مطلع عقد السبعينيات من القرن العشرين، والذي لن تحيد عنه في المستقبل، باعتباره أحد الثوابت الراسخة في سياستها الخارجية عموماً. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية