يوم العَلَم، علامة بارزة على رفعة شأن الوطن في كل ساعة وحين، وفي كل محفل نضع فيه ما يرفع من هامة الدولة عالية في كل الميادين في السلام الدائم والتنمية المستدامة. اختيار القيادة الرشيدة لهذا اليوم الميمون لم يأتِ من فراغ، فقد عبر عن ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما دعا إلى بدء حملة شعبية للاحتفاء بيوم العَلَم في 3 نوفمبر الذي يصادف ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئاسة الدولة، حيث قال سموه: «يوم العَلَم مناسبة وطنية غالية نستذكر فيها جهود آبائنا المؤسسين الذين رفعوا راية الوطن وأخلصوا له، ونحن نواصل المسيرة في ظل رؤية أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله»، حيث أضاف سموه قائلاً: «نجدد العهد لشعب الإمارات على أن لا ندخر جهداً من أجل خدمة وطننا الغالي». وتأتي هذه المناسبة وقد أصبح للعَلَم معنى آخر وقد أضافت إليه مشاركة دولة الإمارات في قوات التحالف باليمن معاني جديدة لم تكن في الحسبان. لقد أصبح عَلَم الدولة في اليمن رمزاً لامتدادنا الإنساني هناك، ونحن نسطر عليه أسمى معاني العدل والحق والحرية، وتدحر به فلول عصابات المرتزقة من أرض الحكمة الهادية. عَلَمنا اليوم يرفرف في هذه البقعة من أرض العروبة الطاهرة من أجل إزالة الدنس الذي لحقها من قبل مليشيات الحوثيين الذين استعان بهم صالح المخلوع لممارسة أبشع أنواع الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب ضد شعب مسلح منذ الأبد إلا أنه لم يرفع السلاح يوماً في وجه أحد غيلة وغدراً وخيانة ظاهرة، في حين أن المعروف في الخيانات أن تكون باطنة مستورة، إلا أن هذه الشرذمة كشرت عن أنياب الشر الأسود بالمنكرات العظام من الأقوال فضلاً عن سوء الأفعال الدنيئة. أضافت عاصفة الحزم واستعادة الأمل إلى عَلَمنا هناك بريقاً لامعاً من نور الحق المبين إلى هذا الدور التاريخي الرائد ليس في استخدام السلاح لإزهاق الباطل فقط، وإنما للأيادي البيضاء والدبلوماسية الخضراء التي أرسى دعائمها مؤسس الدولة الأول الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومن بعده استدام على نهجه سلفه خليفة وكل كواكب الحكام من خلفه.. هذا العَلَم الشامخ بمعاني العز والفخر هو الذي لف أبدان شهدائنا الذين قضوا هناك دفاعاً عن عروبة خالصة أريد طمسها بيد فارسية مليئة بسموم الطائفية القذرة. فعَلَمنا الذي احتضن أجساد أبناء الدولة الأبية، عبر عن أهداف وجودنا في اليمن خير تعبير عملياً وليس ادعاء، كما تفعل الأبواق المشبوهة في وسائل الإعلام الضالة طريق الحق والمضلة ومن يستمع إليها أو يتخذها منبراً هو الأولى في اتخاذها هزواً وسخرية. عَلَمنا في الساحة اليوم خير دليل على هويتنا الأصيلة ومعدننا الذي صقلته تجارب الأيام الصعبة، وها هو العالم الآن يعترف بنا فاعلين في ساحات الحضارات والإنجازات. وكذلك إذا فرضت علينا الحروب كرهاً، فإننا أثبتنا أننا مستعدون لخوضها حباً وكرامة لإعادة الأمور المعوجة إلى نصابها وخلع أضراس المنحرفين فكرياً وعقائدياً من جذورها حتى لا يتأذى بها أحد سواء كان في اليمن أو في أقصى الأرض أو أدناها. عَلَمنا المرفوع في الأمم المتحدة يعلن عنا على مدار الساعة بأننا جزء مهم في حياة كل الأمم، فقد نشرنا السلام في لبنان والبوسنة والهرسك والصومال والكويت وغيرها من بقاع الأرض والمكارم التي نبادر إليها دون طلب من أحد. فها هو عَلَمنا الخفاق في اليمن ينادي بأعلى صوته أننا أمة العرب بامتياز لا نرضى هواناً ولا ذلاً ابتداء، فضلاً عمن يريد فرضه علينا بأجندات عبر أيادي المرتزقة في الداخل والخارج في اليمن وغيره من البقاع العربية الساخنة، وهي أجندات تقطر دماً مسفوحاً من دماء الأبرياء من كل ذنب، فبأي ذنب إذن يقتل الحوثي اليمني، وبأي حق يأتمر بأوامر أسياده في إيران لخلع العروبة من جذورها كما يحصل في العراق وسوريا، ففي اليمن اختلفت المعادلة لأن في الميدان تسعة أعلام عربية تعانق علم الإمارات في تناغم وتناسق تاريخي لم يسبق له مثيل، فعاصفة تأتي بالأمل خير من أعاصير تذهب بخيرات البلاد والعباد.