قبل مناظرة المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، بدأت لجنة العمل السياسي التي تدعم جيب بوش تهاجم المتنافس ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، بحساب جديد على تويتر فيما يتعلق بتغيبه عن جلسات التصويت في مجلس الشيوخ الأميركي. ولكن التغيب عن الجلسات ليس جرماً بالضرورة في حزب يسود فيه الاستخفاف بمجلس الشيوخ الذي يعتبرونه مضيعة للوقت. وكان من المتوقع أن يبوء الهجوم بالفشل ويؤدي إلى رد فعل تهكمي على مواقع التواصل الاجتماعي. بل الأسوأ من هذا، الإعلان أن دان كويل النائب السابق للرئيس بوش الأب يدعم المتنافس جيب بوش. فقد أكد هذا الإعلان المخاوف بشأن الحملة التي تركز على الأسرة الرئاسية ونظرتها مع الزمن إلى الخلف. وقد شهدت المناظرة نفسها كثيراً من الفوضى وسادتها الأسئلة التافهة. وقد حقق كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي حضوراً كبيراً على المسرح. وفي وقت مبكر هاجم الديمقراطيين بقوة وخاصة المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون. ووبخ مدير حلقة النقاش عندما طرح أسئلة عن كرة القدم وترك المشكلات الكبيرة مثل «ديون تبلغ 19 تريليوناً وأشخاص بلا عمل وداعش والقاعدة التي تهاجمنا، ونحن نتحدث عن كرة القدم؟»! وحظي «روبيو» بقوة استثنائية موجهاً ضربة تكاد تكون قاضية لبوش أقوى منافسيه في التيار العام من الناخبين. فقد بدأ «روبيو» بتفادي سؤال لمدير المناظرة يتعلق باقتراح صحيفة «صن-سينتنيل» بأن يترك مقعده في مجلس الشيوخ. وبلغ «روبيو» قمة تألقه عندما طالبه بوش بأن يستقيل ما دام أنه لا يحضر الجلسات. وتمالك روبيو نفسه وقال «هناك شخص ما أقنعك بأن مهاجمتي ستساعدك. إنها لن تساعدك... أنا لا أخوض السباق ضد الحاكم بوش، أنا أخوض السباق على منصب الرئيس». وفي هذه المناوشة تكبد بوش ضربة قوية. وأظهر «روبيو» قدرته على الصمود أمام الهجوم، ولكن بوش اختفى عملياً من المناظرة بعد ذلك. وفي الختام نستطيع القول إن الفائزين في هذه المناظرة الثالثة للمتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري هم «روبيو» و«كريستي» و«كروز» والخاسرون هم مديرو المناظرة في شبكة «سي. إن. بي. سي» وبوش وكارسون وترامب. جينفر روبن كاتبة أميركية محافظة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»