العودة للمربع الأول في فلسطين.. وتأجيل الانسحاب من أفغانستان لوفيغارو ضمن تغطية صحيفة لوفيغارو لزيارة الرئيس فرانسوا أولاند إلى اليونان هذا الأسبوع، قالت إنه قد لقي من الحفاوة ما يتناسب مع الموقف السياسي المؤثر الذي لعبه في إقناع أوروبا، خلال شهر يوليو الماضي، بضرورة عمل كل ما هو ممكن لتجنب انهيار اليونان بعد عجزها عن سداد الديون، ودخولها في حالة من الفوضى العارمة، وما تبع ذلك من هواجس قوية حول احتمال خروجها، الذي بدا في لحظة ما شبه محتوم، من منطقة اليورو. ولذا فحين جاء الرئيس الاشتراكي الفرنسي إلى أثينا مساء يوم الخميس الماضي، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وجد أمامه حالة إجماع سياسي هناك على تقدير وقوفه مع اليونان. وقد جنى المردود السياسي لصلابة موقفه ذلك، حين كان المزاج العام في أوروبا، وحتى في اليونان نفسها، يعطي الانطباع، بشكل قوي، بأن كارثة اقتصادية، وربما سياسية، على وشك الوقوع. وقد تمكن أولاند، في النهاية، من إقناع شركائه الأوروبيين بإظهار قدر غير محدود من التضامن والتعلق بمكاسب المشروع الأوروبي، وعدم التفريط في عضوية اليونان في منطقة «اليورو» مهما كلف ذلك من أعباء باهظة. وقد نجحت تلك المساعي الفرنسية، في المحصلة، وتم التوقيع على حل وسط أو مقايضة سياسية بين أثينا والدائنين، كما استمر الزعيم اليساري اليوناني ألكسيس تسيبراس في الاشتغال بدأب من أجل انتشال بلاده ومنعها من الوقوع في هاوية سحيقة لا قرار لها. وخلال زيارته هذا الأسبوع، دعا أولاند أيضاً إلى ضرورة تجديد التضامن والدعم لليونان، ولزعيمها تسيبراس، الذي تخفف من أعباء الجناح اليساري السابق من حزبه «سيريزا»، وهو يعمل الآن جاهداً للوفاء بالتزامات أثينا تجاه الدائنين، بغية عبور خط الأمان النهائي استكمالاً لحلم الخروج من دوامة الديون والتعثر الاقتصادي. كما دعا أولاند كذلك لدعم أثينا، هذه المرة، في مواجهة تحدي تدفق المهاجرين واللاجئين، الذين يعبرون منها بأعداد كبيرة في اتجاه بقية أوروبا، وهي تعتبر في الغالب أولى وجهاتهم داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يصل معظمهم الجزر اليونانية أولاً قادمين من تركيا، وشرق البحر المتوسط. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد زارت تركيا مؤخراً ضمن جهودها الرامية لتحفيز أنقرة على بذل المزيد من الجهد لوقف تدفق المهاجرين باتجاه أوروبا، وها هو أولاند يكمل الجانب الآخر من التحرك الأوروبي، بدعوته الشركاء الأوروبيين لتقديم المزيد من الدعم لأثينا، والعمل معها سوياً لاحتواء تحدي الهجرة، الذي يؤرق أوروبا كلها الآن. لوموند نشرت صحيفة لوموند افتتاحية بعنوان: «أفغانستان وأفق الحرب غير القابل للتخطي» أكدت فيها أن إعلان الرئيس أوباما مؤخراً عن تمديد فترة بقاء قوات أميركية هناك، بعدما كان يطمح لإتمام الانسحاب بشكل كامل، إنما فرضته تحولات الواقع الصعب القائم في أفغانستان نفسها، وخاصة مع عودة التهديد الذي تشكله حركة «طالبان» وظهور عدم اكتمال جاهزية القوات الأمنية الأفغانية أيضاً لتولي مهمة فرض الاستقرار وحدها، دون دعم خارجي. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس «الديمقراطي» كان يرغب بعمق في الوفاء بتعهده حين وعد بإنهاء فترتي ولايتيه الرئاسيتين بإكمال انسحاب القوات الأميركية، بشكل كامل، من كل من أفغانستان والعراق معاً. وكان قد انتخب أصلاً ضمن حملة انتخابية رفع فيها هذا التعهد عالياً وكرره، استجابة لتطلعات الأميركيين الراغبين في الانسحاب من كلا الصراعين. ولكن تفاقم خطر تنظيم «داعش» في العراق أرغم البيت الأبيض على إرسال 3 آلاف جندي إلى ذلك البلد، الذي كان الجهد الرئيسي من القوات الأميركية قد انسحب منه قبل ذلك. وفي أفغانستان أيضاً عادت حركة «طالبان» لتهديد الوضع الأمني الهش القائم هناك، وهو ما فرض على أوباما كذلك إبقاء 9800 رجل على الأرض في بلاد الأفغان، ليستمر وجودهم هناك، وفق تقديرات مبدئية الآن إلى نهاية عام 2017، ولا أحد يعرف متى سيمكن سحب هذه القوات بشكل نهائي، وفي أي أفق زمني سيصبح ذلك وارداً، وخاصة أن الوضع ما زال صعباً، ولا يخلو من تحديات متكاثفة، في بلد يعيش على وقع حروب متواصلة منذ 36 عاماً، ويعاني من صراعات داخلية مزمنة، وأحوال أمنية تصعب السيطرة عليها في المدى المنظور. ليبراسيون في مقال بعنوان: «انتفاضة أم لا، لقد فات الأوان» حلّلت الكاتبة «إليزابيت مارتو» في صحيفة ليبراسيون أبعاد تصاعد العنف وحدة الصراع مؤخراً بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أعمال العنف المندلعة منذ شهر، وما نجم عنها من أحوال صعبة على جانبي الصراع، إنما هي نتيجة حتمية لتعامي المجتمع الدولي عن هذا الصراع المزمن، وعدم إعطائه ما يستحق من اهتمام بغية إعادة إحياء عملية السلام، ومواصلة البحث عن تسوية تستجيب لاستحقاقات العملية السلمية ككل. وقد زادت أيضاً أحوال عدم الاستقرار في بعض الدول العربية ضمن ما سمي «الربيع العربي» من تهميش الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأدت لتركه على الموقد الخلفي، والتعامل معه ضمناً، من قبل معظم العواصم الغربية، بمنطق أنه صراع ميؤوس من حله، وهذا ما سمح لليمين الإسرائيلي بالعمل على توسيع ممارسات الاحتلال والاستيطان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، والسعي لجعل حل الدولتين متعذراً، من الناحية العملية. وكانت النتيجة الوحيدة المتوقعة من وراء كل ذلك هي العودة للمربع الأول، مع ما نراه الآن من احتدام العنف وتغول جماعات المستوطنين الإسرائيليين، وتفشي حالة عامة من انعدام الأمل بين الشباب الفلسطيني المحبط، والذي يعاني في حياته اليومية من مختلف صنوف الخنق والتضييق بفعل اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعديات قطعان المستوطنين المتطرفين. إعداد: حسن ولد المختار