لا يمكن للمرء أن يخطأ بالمراهنة ضد الاعتقاد السائد في الانتخابات الأميركية المقبلة. ولكن في الوقت الراهن، يبدو أن الاعتقاد السائد هو أن «دونالد ترامب» ومن خلال مناصرة دعاية جناح اليسار المتطرف بأن الرئيس جورج دبليو بوش ترك الولايات المتحدة عرضة لخطر أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 سدد ضربة قوية في وجه منافسه «جيب بوش»، الذي أصبح في وضع دفاعي، بل ويتنازع من جديد بشأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ودعونا نبدأ بابتهاج «ترامب» غير الملائم، ومصدره «كريس ماثيوس» وليبراليين آخرين يكرهون بوش. فالحقيقة أن هؤلاء هم من يقفون وراء سمعة «ترامب»، كما أن ذلك يؤكد أن جورج بوش لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين «الجمهوريين». وفي مايو الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجرته محطة «سي. إن إن» أن 52 في المئة من الأميركيين و88 في المئة من «الجمهوريين» لديهم آراء مؤيدة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وعلاوة على ذلك، من غير المفهوم تماماً، مثلما أشار كثير من المحافظين، توجيه اللوم إلى الرئيس السابق جورج بوش، بدلاً من التركيز على فشل إدارة كلينتون في التعامل مع ظهور تنظيم «القاعدة». ومثلما ردد نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني كثيراً، إن الخطأ كان يكمن في نموذج تنفيذ القانون الذي أرشد طريقتنا في التعامل مع الإرهابيين قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ورفض التعامل مع الأعمال الإرهابية السابقة على أنها أعمال حربية. وإما أن «ترامب» لا يفهم ذلك أو أنه أسير خصوماته الشخصية لدرجة أنه لا يستطيع التعبير عن الموقف الذي يتخذه الغالبية العظمى من «الجمهوريين». ومن الجدير بالذكر، أن «ترامب» لم يأتِ على ذكر أحداث الحادي عشر من سبتمبر وسط حشد له مؤخراً في «ساوث كارولينا»، وربما أنه تخلى عن الحديث في هذا الموضوع، ولهذا السبب بالتحديد يتعين على بوش أن يركز بوش الأضواء عليه. والمشكلة بالنسبة لجيب بوش في هذه السجالات مع ترامب ليست أن جيب بوش ربط نفسه بشقيقه، وإنما أنه بدا ساخطاً أو متردداً بدلاً من أن يكون حازماً في الرد على «ترامب». والمرة الوحيدة التي تصرف فيها بصورة ملائمة كانت في مناظرة «مكتبة ريجان الرئاسية»، عندما دافع جيب بوش عن شقيقه. جينفر روبن: كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»