منذ نشأة دولة الاتحاد، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاستثمار الأمثل لمواردها الطبيعية والاقتصادية وإمكاناتها كافة، في سبيل إدراك التنمية الشاملة، ومن أجل ضمان استدامة هذه التنمية. لكي ينعم شعب الإمارات، من الأجيال الحالية والمستقبلية، بأوجه الحياة الكريمة كافة. ومن أجل أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى في مجال التنمية المتوازنة، التي تراعي اعتبارات النمو الاقتصادي الكمي من ناحية، وتلبي متطلبات أمن البيئة وسلامتها ونظافتها واستدامتها من ناحية أخرى. إن هذه السياسة باتت بمثابة الثابت والعامل المشترك في خطط التنمية وبرامجها كافة على المستويين المحلي والاتحادي، والخطط القصيرة وطويلة الأجل كافة، الخاصة بالمؤسسات والهيئات والوزارات وغيرها، بل إنها باتت بمثابة الثقافة العامة التي يعيها المجتمع الإماراتي بجميع فئاته. وقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار السنوات الماضية على توعية المجتمع بأهمية ذلك، عبر تنظيم حملات توعية واسعة النطاق، في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وعبر تنظيم الدورات التدريبية، بالإضافة إلى إدماج بعض المساقات التي تهتم بالبيئة والوعي البيئي والمحافظة على الموارد وترشيد استهلاكها، ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات. ونتيجة لهذه الجهود الحثيثة والمكثفة، فقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ذات مكانة مميزة في المنطقة والعالم في مجال تمكين الطاقة الجديدة والمتجددة، والمحافظة على البيئة والموارد، هذا بالإضافة إلى تنويع مصادر الدخل. وقد عقّبت العديد من المؤسسات الاقتصادية والتنموية الدولية على ذلك، وأكدت مراراً أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تتجنب العديد من المشكلات الاقتصادية والتنموية طيلة العقود والسنوات الماضية، من خلال ما بذلته من جهود في هذا الإطار. وقد صرح معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، مؤخراً بأن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أدرك برؤيته الثاقبة أهمية تنويع الاقتصاد الوطني، وعدم التركيز على الموارد الهيدروكربونية فقط، وأرسى أسس العمل لبناء مستقبل قائم على التنمية المستدامة. وأكد معاليه بمناسبة «اليوم العالمي للطاقة» الذي حلّ مؤخراً أن قيادتنا الحكيمة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل السير على النهج نفسه، حيث تعزز دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في قطاع الطاقة، من خلال التركيز على الابتكار والعمل الجاد على خلق مزيج متوازن من مصادر الطاقة، يشمل إلى جانب الموارد الهيدروكربونية كلاً من الطاقة النووية والطاقة المتجددة. وشدد معاليه على أن هذه المنهجية المتوازنة تجاه الطاقة والتنويع الاقتصادي تساهم في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في أسواق الطاقة العالمية، وتأكيد دورها كشريك موثوق به قادر على المساهمة بفعالية في جهود التنمية العالمية على المدى البعيد، فضلاً عن أنها تمهد الطريق لاستمرار النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وضمان مستقبل آمن ومستدام للطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار السنوات الماضية هو بالتأكيد حافز مهم بالنسبة إليها، لكي تستمر في بذل المزيد من الجهد، وإحراز المزيد من الإنجازات، ليس في مجال البيئة والطاقة وتنويع مصادر الدخل فقط، بل إنها من دون شك، وبفضل رؤية قيادتها الرشيدة الطموحة، ستحقق أيضاً المزيد من الإنجازات على المستويات كافة، وصولاً إلى التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة. ـ ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.