يؤكد السيناتور «الجمهوري» «تيد كروز» إنه لم يوجه انتقادا للمرشح «دونالد ترامب». ويقول إن قطب العقارات كان «مفيدا للغاية» لحملته. بيد أن هذا المقطع الأخير هراء. إن «ترامب» وبن كارسون (اللذين آثر كروز أن يتجاهلهما إلى حد كبير) يسعيان إلى الحصول على تأييد اليمين المتطرف الغاضب وقليل المعلومات. وطالما أنهما هناك – ويتقدمان على كروز بنحو 10 – 15 نقطة، ويجذبان الحشود المعادية لواشنطن، فإنه لا يجد مكاناً للتحرك. وقد اختفى تقريباً «مايك هاكابي»، و«بوبي جيندال»، حاكم لويزيانا و«راند بول»، السيناتور «الجمهوري» عن ولاية كنتاكي، لذا فإن هناك عدداً قليلاً من الأصوات، إنْ وجدت، للفوز بها هناك. وربما ينتقل الناخبون المؤيدون للمرشح «جيب بوش» إلى السيناتور الجمهوري «ماركو روبيو»، فلوريدا، أو العكس، بيد أن المعجبين القليلين بالسياسة الإبداعية وأجندة الإصلاح سيقفزون إلى رسالة الكآبة والتشاؤم لكروز، والخالية من أي سياسة محددة. وبعبارة أخرى، فإن الطريق الوحيد لتقدم «كروز» هو أن يفشل «ترامب» و«كارسون»، ومع ذلك، فإن فشل «ترامب» لن يفيد «كروز»، فالكثير من هؤلاء الناخبين ربما يكون لديهم الرغبة لتتبع أحد المشاهير وحسب. وعلاوة على ذلك، كما أشار «هنري أوسلين»، فإن الناخبين الأيديولوجيين المعجبين بـ«كروز» لا يقيمون مع ترامب – صاحب الأيديولوجية غير المتماسكة. إن وجود «ترامب» ربما يمنع «روبيو» من المضي قدماً ويضع مسافة بينه وبين كروز. بيد أن المنافسة الحقيقية لكروز تتمثل في كارسون، الذي يسعى إلى الفوز بأصوات نفس الناخبين الإنجيليين اليمينيين كما هو الحال مع كروز. وستلاحظون أن كروز وكارسون مجتمعين لديهما 30% من الأصوات، ما يجعل المرء ربما يتوقع أن يصعد اليمين إلى السباق الرئاسي (أي لا يكفي للفوز). فلماذا إذن لا يتبع كروز المرشح كارسون؟ بالتأكيد هناك أسباب استراتيجية. ربما يكون خائفاً أن يبدو يائساً. وربما يخشى من الإساءة إلى الناخبين الإنجيليين. وربما يفكر أن كارسون سيتلاشى من تلقاء نفسه. وهذه مخاطرة كبيرة للغاية، وقد تُسلم ولاية ايوا لكارسون، ما سيكون ضربة خطيرة لكروز. ومن ناحية أخرى، ربما يكون «كروز» لا يلعب من أجل الفوز، على الأقل ليس للفوز بالرئاسة. وهو يدرك أنه ليس لديه أمل في جذب التيار السائد من المحافظين المعتدلين. فهو يستمتع بإثارة غضبهم. وبالتأكيد، فإنه يستطيع أن يحسب حساباته ويعرف أنه حتى إذا اختفى جميع منافسيه اليمينيين، فإنه لن يتمكن من الفوز بالترشيح. ـ ـ ـ ـ جينفر روبين محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»