هناك أسباب كثيرة، ومنها رجاحة العقل، تمنع النائب الجمهوري عن ولاية ويسكنسون بول ريان من تولي منصب رئيس مجلس النواب. فيجب عليه ألا يتولى المنصب تحت أي ظروف دون شروط معينة أشرت إليها من قبل. والمتحدث باسمه أشار إلى أنه ليس من المتوقع حدوث جديد هذه الأيام، مما يوحي بأن "ريان" مازال يفكر في الأمر. وبأخذ كل هذا في الاعتبار، يجب عليه أن يحتل هذا المنصب «بشروط» لعدد من الأسباب ومنها: أولاً: إذا تولى المنصب حتى ولو لوقت قصير، فقد يساعده هذا في المستقبل على توحيد الحزب وقيادة مجلس النواب خلال فترة صعبة. ثانياً: "ريان" لا يحتاج إلى أن يكون رئيساً للمجلس حتى يعرف وسائل وسبل تقديم سياسته أمام المجلس، بل على العكس، يعرف "ريان" أهداف سياسته ويستطيع أن يكون شخصاً يحشد الدعم ويحصد الأصوات لمصلحة إصلاح الضرائب والرعاية الصحية. ثالثاً: إذا نجح فأنه سيجسر الفجوة بين الحزب "الجمهوري" وأعضاء "حزب الشاي" الغاضبين ليلتقي الجانبان حول قائمة أولويات إصلاحية بناءة. رابعاً: باعتباره من "الصقور" في السياسة الدفاعية ومن أنصار اتباع سياسة الانتشار الدولي الخارجية، فسوف يكون في موقع يمكنه من دفع البيت الأبيض نحو التحرك ومواصلة تعزيز الإنفاق العسكري ومحاولة الضغط من أجل إعادة فرض عقوبات وإضافة عقوبات أخرى. خامساً: رغم أنه يريد وضع قيود على التمويل، لكنه يستطيع تعزيز وتوسيع قاعدته لجمع التمويل لتتوافر هذه الأموال في أي سباق مستقبلي على الرئاسة. وبالمناسبة، يستطيع "ميت رومني" أن يقرر التقدم وجمع بعض الأموال لمصلحة "ريان". فمن الجدير بالذكر أن "رومني" يتمتع بمكانة رجل دولة كبير. سادساً: بوسع "ريان" أن يربط صراحة فترة توليه المنصب بفترة ولاية الرئيس إذا أحب ذلك. ولا يمكن انكار أن الوظيفة تستلزم الكثير من الضيق والمخاطر لـ"ريان"، لكن، وكما كتب "كريس سباتولا"، فإننا أصبحنا أكثر تعصباً وغضبا في سياستنا. والمشكلة في واشنطن هذه الأيام كما لاحظ سباتولا أن السياسيين «أصبحوا عقائديين في التمسك بالايدولوجية لدرجة تشل حركتهم. وهذا النهج الأصولي في السياسة خلق نظاما للمؤسسة السياسية ليس فقط مختلا وظيفيا لكن أيضا قاس. والواقع أن القسوة قد تكون هي الأكثر مسؤولية عن الخلل الوظيفي». ولا يخالج سباتولا شك في أن خطاب دونالد ترامب وبن كارسون «مسمم ومتدن لدرجة أنه لا يخدم إلا إذكاء استيائنا وليس تهدئته. ولم يقنعنا أي من المرشحين بأنه سيكون مستعدا للحكم بشكل بناء». ولا يطرأ على ذهني شخصية أكثر إشراقا أو أفضل مزاجا من "ريان" ليهدئ المناخ الاستقطابي المقيت الذي يهيمن على حياتنا السياسية. جنيفر روبين ـ ـ ـ ـ ـ محللة سياسية أميركية من «المحافظين» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»