مثلت النسخة الثانية من «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي» التي انعقدت مؤخراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وافتتحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مدينة دبي، تطوراً مهماً في مسيرة الاقتصاد الإسلامي العالمي، فهذه القمة التي حملت عنوان «دعم الابتكار استحداث للفرص»، شهدت إطلاق «بوابة الاقتصاد الإسلامي العالمي الإلكترونية» التي تحمل اسم «سلام»، هذه البوابة الفريدة من نوعها في العالم، تكرس من خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها كقوة محورية للاقتصاد الإسلامي العالمي، انسجاماً مع الاستراتيجية التنموية التي تتبناها الدولة، والتي تسعى إلى بناء الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة والابتكار وثقافة التميز والريادة. إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعدّ أول دولة في العالم أطلقت العنان للأنشطة التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وكان ذلك في مطلع عقد السبعينيات من القرن العشرين، لدى تأسيس دولة الاتحاد، عندما فتحت الدولة المجال آنذاك لتأسيس أول مصرف إسلامي في العالم، ومن ثم واصلت طريقها نحو تمكين أنشطة الاقتصاد الإسلامي كافة، فإنها من خلال المبادرة الجديدة -بوابة «سلام»- تواصل ريادتها في هذا المجال، بل إنها ترسخ مكانتها كقوة محورية ودولة رائدة في إبداع كل ما هو جديد في هذا القطاع، وتطوير الحلول الجديدة غير التقليدية في مجال الاقتصاد الإسلامي، وإطلاق هذه البوابة جعل قمة الاقتصاد الإسلامي الثانية بداية لمرحلة جديدة في مسيرة تطور هذا المجال، بل إنها «بداية للمسار الصحيح لإحداث تغيير جوهري في الخريطة الاقتصادية على مستوى العالم من خلال ما تطرحه من أفكار وطروحات»، تماماً كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‏? ?لدى ?إطلاقه ?هذه ?المبادرة ?النوعية. وإذا كان اختيار اسم «سلام»، للبوابة الإلكترونية للاقتصاد الإسلامي، يمثل كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «رسالة سلام حقيقية ومخلصة من الإمارات إلى العالم، تحمل في طياتها صفحات واعدة لمستقبل آمن بقوته وخيراته هو أرقى أشكال الأمن الذي نسعى لتحقيقه». ?فإن ?هذه ?البوابة ?من ?زاوية ?أخرى ?تمثل ?منطلقاً ?جديداً ?للجهود ?العالمية ?الرامية ?إلى ?تجفيف ?منابع ?الإرهاب، ?ولاسيما ?أن ?منظومة ?الاقتصاد ?الإسلامي، ?وكما ?عبر ?صاحب ?السمو ?الشيخ ?محمد ?بن ?راشد ?آل ?مكتوم ?أيضاً: «?هي ?منظومة ?تتناغم ?فيها ?الأخلاق ?مع ?الإبداع ?في ?العمل، ?والالتزام ?العالي ?بغايات ?التنمية ?الحقيقية، ?لتعطي ?نتائجها ?بحجم ?آمال ?وتطلعات ?شعوب ?الأرض ?كافة، ?مهما ?اختلفت ?الساحات ?أو ?العوامل ?والظروف»?. ?وهذه ?الأمور ?يحتاجها ?العالم ?بشدة ?في ?الوقت ?الحالي، ?ولاسيما ?مع ?تنامي ?مخاطر ?الإرهاب ?والتطرف ?وانتشار ?الأفكار ?الهدامة. وخير رسالة تبعث بها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال هذه المبادرة، هي التي عبر عنها أيضاً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: «نريد للعالم أن يكون أفضل، ليس بمقاييس الماضي، بل بالمقاييس التي نريدها وهي مقاييس التطور والتقدم كما لم نعرفها من قبل، فالاقتصاد الإسلامي ليس وسيلةً لإنتاج السلع ونمو الثروات فحسب، بل هو حاضنة إنتاج القيم والأخلاق التي تحقق رفعة الإنسان وتطور الشعوب.. هذه المنظومة الاقتصادية التي نرعاها ونطورها اليوم هي تعبير مكثف عن جميع القيم الإسلامية التي تنشر العدالة والرحمة والمساواة في الأرض، وهي أداتنا الحكيمة في تجفيف منابع التطرف والتعصب، عبر تحقيق التنمية والارتقاء بالمستوى الثقافي والوجداني للبشر». ـ ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.