إن «زلة» كيفن مكارثي بشأن بنغازي لن تموت، وذلك بفضل كيفن مكارثي نفسه. وستتذكرون أن هذا الرجل زعيم الأغلبية «الجمهورية» بمجلس النواب (والخليفة المفترض لرئيس المجلس جون بينر) تباهى بأن إنشاء اللجنة التي تحقق في هجمات بنغازي كانت سبباً في التراجع الذي أظهرته استطلاعات الرأي في أعداد المؤيدين لترشح هيلاري كلينتون للرئاسة. كان "مكارثي" يحاول فقط إثبات لـ«المحافظين» مدى شدته هو وقيادة مجلس النواب الحالية. وقد تم وصف ملاحظاته بأنها إعلان الحقيقة التي ليس من المفترض أن تقال على الملأ. وأكد «مكارثي» يوم الثلاثاء الماضي أن اللجنة المختارة للتحقيق في أحداث بنغازي ليست أكثر من عملية «جمهورية» لبحث المعارضة. ومكارثي أساساً قال: إن غرض اللجنة في الوقت الحالي هو التحقيق في رسائل البريد الالكتروني لكلينتون، والتي، على أحسن تقدير، علاقة غامضة بالهجمات التي وقعت في ليبيا. إذن، فما هو الأمر الجلل في ذلك ما دمنا نعلم هذا بالفعل؟ ولن يكون لأي أحد رأي آخر بشأن اللجنة بسبب اعتراف «مكارثي» بأن الأمر كله يتعلق بالسياسة الحزبية. ولن يتذكر أحد هذه الحادثة في نوفمبر 2016، عندما يذهب الناخبون إلى مراكز الاقتراع، ولن تغير من آراء الناخبين إذا ما تذكروها. وقد يضر ذلك «مكارثي» عند انتخابه لرئاسة مجلس النواب، إذا تخلى عدد كاف من «الجمهوريين» بالمجلس عنه، حيث إنهم سيفضلون التظاهر بأن التحقيق كان حقاً بشأن الأمن القومي، (أو أي شيء من المفترض أن يكون بشأنه عند هذه النقطة). وحتى في حالة فوزه، ربما يتعين عليه تقديم مزيد من الالتزامات المحددة بالنسبة للأعضاء المترددين في المؤتمر «الجمهوري» أكثر مما سيقدم من دون هذا القلق، وهذا سيهم كثيراً في المستقبل. ولكن في الوقت نفسه، فإن هيلاري تستغل زلات مكارثي في إعلان تلفزيوني جديد، يستهدف النخب الحزبية والإعلانية. والرسالة الكامنة وراء الإعلان هي إظهار كفاءة هيلاري: إن «الديمقراطيين» يحبونها لأنها (كما يعتقدون) سترد بفاعلية على هجمات «الجمهوريين»، ومن خلال التركيز على «الجمهوريين»، يغير الإعلان سياق الانتخابات التمهيدية لكلينتون ضد «بيرني ساندرز»، وربما ضد «جو بايدن». ومن المرجح جداً أن يدعم «الديمقراطيون» هيلاري ضد «الجمهوريين» أكثر مما سيدعمون «الديمقراطيين» الآخرين ضد هجمات «الجمهوريين» وبعد كل شيء، فإن «الديمقراطيين» لديهم ربع قرن من ممارسة الدفاع عن آل كلينتون ضد هذا الوابل. ـ ـ ـ جوناثان بيرنشتاين كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»