انتهى عرس الإمارات الانتخابي وقد نجح منظموه في إجرائه بسرعة في الأداء، وبطريقة تعكس حسن التعامل مع الجمهور، ولهم كل الشكر والتقدير. وفي قراءة سريعة لنتائج الانتخابات البرلمانية يمكن ملاحظة غياب أصحاب الخبرات العلمية كالأطباء والمهندسين، وهؤلاء فئة بالتأكيد سيكون لها دور فاعل ومؤثر ومكمل لأصحاب التخصصات الأدبية، فيكون العطاء والأداء متوازناً بشكل يستفيد منه المجلس. وغاب أيضاً عنه فئة من هم فوق الستين إلا من عضوين في الشارقة وأم القيوين. ويغلب على المرشحين أنهم ينتمون لفئة الشباب حتى المرشحون كانت الغالبية العظمى شباباً قليل الخبرة العملية. لكن الناخب يعُطي صوته لرجال يتمتعون بالخبرة والثقافة التي ستخدم المواطن بالضرورة. ولعل المفاجأة الكبرى هي غياب النساء، وأزعم أنها نتيجة متوقعة، فالنساء اللاتي ترشحن لم يكن لديهن ما يكفي من خبرات تُقنع الناخب. ولو كان من بيهن إحدى أستاذات الجامعة لربما كانت خطواتهن وفرصتهن أفضل، فالنماذج النسوية المرشحة غاب عنها ثقل ثقافي. ولعل هذه التجربة تكون فرصة جيدة للاستفادة فلا يترشح إلا صاحب التاريخ أو التخصص القادر على تمثيل المجلس، فالمجلس واجهة مهمة للدولة، ومن الصعب أن يمثله شباب صغار، بلا خبرات عملية أو علمية، أو نساء كل تجربتهن تنحصر في وكالات تجارية، أو موظفات لم يُعرفن حتى في مجال عملهن. المجلس في حاجة إلى وجوه مميزة داعمة لنجاح خططه وقادرة على توفير الدعم للحكومة في سنها للقوانين التي تحقق مصلحة المواطن. وربما كانت التعيينات ستعالج هذا النقص وتختار سيدات جديرات بالمجلس، أو رجال خبراتهم تؤهلهم لدخوله ونيل شرف حمل عضويته. فالعضوية هنا ليست جوازاً دبلوماسياً وسيرة ذاتية يُضاف إليها المنصب، هذا مجلس يمثل الشعب، والشعب هو من كلف الأعضاء بالحديث بأصواتهم، هذه الحقيقة لابد وأن يدركها المرشحون الفائزون والمرشحون في الدورات القادمة. نتمنى للفائزين كل التوفيق وحسن تمثيل ناخبيهم، فقد كانت تجربة مثمرة سيتعلم منها الجميع الناخب والمنتخب. فدائماً تستحق الإمارات الأفضل والأكفأ والأكثر حرصاً عليها وعلى شعبها. كاتبة إماراتية