في الثالث من شهر أكتوبر المقبل ستزهو دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء انعقاد العرس الانتخابي لثلاثمائة وتسعة وعشرين مواطناً ومواطنة من أبناء الدولة سيتنافسون بشفافية وموضوعية للترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي في دورته الجديدة. وقد سطرت قيادة الدولة الحكيمة بمداد من الفخر في العام 2005 صفحة جديدة من صفحات تاريخ هذا الوطن عندما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله – برنامج التمكين الذي بموجبه تخطو الدولة بخطى ثابتة وقوية نحو ترسيخ المبادئ الديموقراطية بين أبنائها. وينص برنامج التمكين في مضمونه على التدرج العلمي المدروس في العملية الديموقراطية بناءً على خصوصية وأوضاع مجتمع دولة الإمارات. ويركز البرنامج على أهمية نشر وتقوية ثقافة المشاركة السياسية بين المواطنين. ويتميز برنامج التمكين بتحديد أدوار الحكومة والمواطنين وإعداد المجتمع من كافة النواحي من أجل دعم المجلس الوطني الاتحادي وتقوية دوره التشريعي في ظل بيئة عربية وإسلامية تحافظ على ثقافة وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويركز البرنامج أيضاً على استكمال القواعد القانونية الضرورية لتعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي، مما يؤكد النظرة الاستراتيجية لصاحب السمو رئيس الدولة – حفظه الله – والذي أكد في هذا السياق على أن قيادة الدولة سوف تعمل: «على أن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى». وقد مرت الدولة بحملتين انتخابيتين خلال السنوات القليلة الماضية وتحديداً في عامي 2006 و2011. ومن الملاحظ أنه خلال هاتين الحملتين، بجانب الحملة الحالية، ركز المواطنون بشكل واضح وشفاف على العديد من القضايا والمحاور التي تلامس واقع ومستقبل الوطن. وتتراوح تلك القضايا ما بين التعليم والصحة وتطوير البحث العلمي والتوطين وحماية الأسرة الإماراتية والحفاظ على التراث وطرح مشاريع وبرامج لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع وتطوير المرافق الرياضية وغيرها من القضايا. إضافة إلى هذا نلمس رابطاً قوياً بين البرامج الانتخابية للعديد من المواطنين والمواطنات وبين ترسيخ المواطنة والتأكيد على الحفاظ على مكتسبات الدولة وتعزيز متطلبات الأمن الوطني ومفهوم الولاء للوطن وللقيادة من أجل الحفاظ على مسيرة البيت المتوحد خلف قيادته. وقد تجلت تلك العلاقة بين مواطن دولة الإمارات وقيادته أيضاً في تلبية نداء اليمن الشقيق الذي يئن منذ عام تحت ويلات «الحوثيين» ومن يدعمهم. وقد شهد القاصي والداني بطولات أبناء الدولة وإخوانهم من دول التحالف لتحرير مدن اليمن واحدة تلو الأخرى. ولكن اللافت للنظر أن دولة الإمارات لم تنضم للتحالف وتشارك في عملية «عاصفة الحزم»، ومن ثم إعادة الأمل لكسر شوكة «الحوثيين» وإعادة الشرعية لليمن فقط؛ بل قامت أيضاً بمد يد المساعدة والبناء بجانب الجندي والطائرة. وقلما شهد التاريخ دولاً تدخل غمار المعارك ثم تقوم فوراً وقبل خروجها من أرض المعركة بإعادة بناء ما دمرته الحرب من أجل إعادة البسمة على وجوه الأطفال والشباب والشيوخ والعجائز. فبجانب احتلال دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن لعام 2015، تقوم هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بإعادة بناء المدارس والمستشفيات والمرافق الرياضية. ويشهد العالم إعادة الحياة الطبيعية مرة أخرى إلى مدن اليمن المحررة في ظل أمن وأمان واستقرار. وبهذا‏? ?تثبت? ?دولة? ?الإمارات? ?أنها? ?دولة? ?بناء? ?وليست? ?دولة? ?تدمير.? ?وأستطيع? ?القول? ?بكل? ?فخر? ?واعتزاز? ?أن? ?القيادة? ?التي? ?أطلقت? ?برنامج? ?التمكين? ?كانت? ?وما? ?تزال? ?تؤمن? ?بأن? ?الديموقراطية? ?لا? ?تُشترى? ?ولا? ?تُهدى،? ?وإنما? ?تُبنى? ?على? ?مراحل? ?والوضع? ?نفسه? ?في? ?معركة? ?إعادة? ?الأمل? ?لليمن? ?الشقيق? ?من? ?خلال? ?بناء? ?ما? ?دمره? ?«الحوثيون»? ?والمحصلة? ?واحدة? ?وهي? ?إمارات? ?البناء? ?في? ?الداخل? ?والخارج.