أشرفت الحكومة الفنزويلية بشكل مباشر على عمل المفوضية الانتخابية الوطنية التي أصدرت أوراق الاقتراع الخاصة بالانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 6 ديسمبر المقبل، وظهر فيها ترتيب الائتلاف المعارض الرئيسي "يونيداد" أو "الطاولة المستديرة لاتحاد الديمقراطيين" متأخراً عن الأحزاب غير المعنية والتي لا يُنتظر منها تحقيق أية نتائج فيها. ولقد وصف الائتلاف هذا السلوك بأنه يمثل مفاجأة. وقال لي"جيسوس توريالبا" الأمين العام للائتلاف خلال مكالمة هاتفية: "هذه إحدى الأساليب الجديدة للحكومة التي راحت تموّل أحزاباً صغيرة غير معروفة ومحسوبة على المعارضة، ولكنّها في واقع الأمر تدور في فلكها، من أجل التشويش على الناخبين وإرباكهم". ويذكر المعارضون أن النظام عمد إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي توحي بذلك ومنها إعلان ما يسمى "الحالة الاستثنائية " في 10 بلدات تابعة لولاية "تاشيرا" الواقعة على الحدود مع كولومبيا بسبب تفاقم النزاع السياسي بين الدولتين. وبدأت المشاحنات بينهما عندما أغلقت السلطات الحدود المشتركة وقام بطرد آلاف الكولومبيين المقيمين في الجانب الفنزويلي منها قائلة إن "مجموعات إجرامية كولومبية" هاجمت حرس الحدود الفنزويليين. ويشكك البعض في قصة النزاع الحدودي معتبرينه مجرد إيجاد الحجّة المناسبة إما لإلغاء انتخابات ديسمبر تماماً أو توسيع مساحة الأقاليم التي تنطبق عليها شروط "الحالة الاستثنائية" لمنع المعارضة من عقد الاجتماعات في مناطق واسعة من الدولة. وعمدت السلطات الحكومية المكلفة بالإشراف على الانتخابات إلى توزيع الدوائر الانتخابية بالطريقة التي تضمن أعلى تمثيل للولايات التي تشتهر بتأييدها للنظام الحاكم، وهو نفس الإجراء الذي لوحظ في انتخابات عام 2010. ويحرص مادورو على التحذير باندلاع حرب أهلية لو فازت المعارضة في انتخابات 6 ديسمبر. وفي 22 يونيو الماضي قال في تصريح للصحافة إن "الفوضى" سوف تعم البلاد في هذه الحالة وأنه "سيكون أول شخص ينزل إلى الشوارع إذا فاز الجناح اليميني بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية". والآن، أصبحت الحكومة الفنزويلية في وضع صعب بعد أن بلغ المعدل السنوي للتضخم 180 بالمئة فيما توقع بعض المحللين تراجع الاقتصاد بنسبة 7 بالمئة خلال العام الجاري. صحفي أرجنتيني مقيم في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»