تُعَدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، نموذجاً من الدول التي حققت تطوراً مهماً وسريعاً في عملية إدارة النفايات خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك من منطلق وعيها التام بأهمية هذا القطاع، والعوائد التنموية التي يمكن أن تحقيقها من خلال تطويره بالشكل المناسب، إذ إن تطويره يُعَدُّ في المقام الأول وسيلة لصيانة البيئة وحمايتها من التلوث، وتحسين مؤشرات البصمة البيئيَّة للمجتمعات، كما أنه يمثل من جانب آخر دعماً لجهود التنمية والنمو في الاقتصادات الحديثة، لما له من دور في زيادة القيمة المضافة، وتنويع مصادر الطاقة، فضلاً عن توليد المزيد من فرص التوظيف الجديدة، ومن ثمَّ دعم جهود الدول في مواجهة أزمات البطالة. ونتيجة للإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة أبوظبي، في هذا القطاع، فإنها أصبحت نموذجاً يحتذى به في بلدان ومناطق كثيرة حول العالم، وما يبرز هذه المكانة بشكل جليٍّ، أن الفترة من 18 إلى 21 يناير المقبل ستشهد عقد الدورة الثالثة من المعرض والمؤتمر الدولي المتخصِّص بإدارة النفايات «إيكو ويست 2016»، وذلك على أرض العاصمة أبوظبي، حيث سيستضيفه «مركز أبوظبي الوطني للمعارض» (أدنيك)، وسوف يتزامن هذا المعرض مع «القمة العالمية لطاقة المستقبل» و«القمة العالمية للمياه» اللتين دأبت العاصمة أبوظبي على استضافتهما خلال شهر يناير من كل عام، ضمن «أسبوع أبوظبي للاستدامة». إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة «إيكو ويست 2016» سوف تضيف إلى دورها العالمي بعداً جديداً، ولاسيَّما فيما يتعلق بالجوانب المرتبطة بالبيئة والتغيُّر المناخي، وإنْ كانت هذه القضايا تحوز اهتمام العالم منذ فترة طويلة، ولكن في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بها بشكل أكثر تكثيفاً، في ظل تنامي التحديات البيئية والمناخية المرتبطة بعملية التنمية حول العالم، والتي تمثل أحد مظاهرها في تزايد كميات المخلفات والنفايات، الأمر الذي مثّل تحدياً كبيراً لجهود التنمية، وفرض على الحكومات ضرورة البحث عن سبل وآليات غير تقليدية في التعامل معه. وفي الوقت الذي لم تتمكَّن معظم الدول حول العالم من إيجاد حل ناجع له، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة أبوظبي بشكل خاص، تمكَّنت من أن تجعل نفسها نموذجاً ناجحاً في التعامل مع هذا التحدي، عبر تطوير نظام آمن وفعَّال ومستدام للتعامل مع النفايات والمخلفات، وهو النظام الذي حولها من تحدٍّ إلى فرصة ذهبية، ومورد اقتصادي يضيف إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وينوِّع مصادر الدخل ومصادر الطاقة، ويولِّد المزيد من الفرص الاستثمارية وفرص التوظيف. وإلى جانب أن مؤتمر ومعرض «إيكو ويست 2016»، يسلِّط الضوء على التجربة الإماراتية المميزة في هذا الإطار، ويساعد على نقل خبرتها إلى العالم الخارجي، فإنه في الوقت نفسه يتيح الفرصة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللجهات والهيئات فيها المتخصصة بإدارة النفايات والمخلفات، أن تطَّلع على التجارب الناجحة في هذا القطاع حول العالم أيضاً، ومن ثم التعرف إلى خبراتها والأساليب الجديدة والأدوات التي قد تكون طوَّرتها في هذا المجال، ومن ثم زيادة كفاءة قطاع إدارة النفايات والمخلفات الإماراتي وتطويره، وفق أعلى المعايير والمستجدات العالمية، لتظلَّ دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، وفي جميع المجالات في المستقبل، من أجل تحقيق طموحات القيادة الرشيدة. عن نشرة اخبار الساعة الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية