لا تتوقف المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تستهدف مساعدة الدول الشقيقة في مواجهة أنواع الأزمات كافة، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، والتي تتضمن مساعدتها في بناء المشروعات ذات المردود التنموي الواسع. وفي هذا السياق، أعلنت إدارة «المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان»، مؤخراً، عن الانتهاء من إنشاء كلية «وانا العسكرية» في منطقة جنوب وزيرستان الباكستانية، والتي تعدّ أكبر المشروعات التعليمية في المنطقة، بتكلفة بلغت خمسة ملايين وأربعمائة ألف دولار أميركي. هذا المشروع الذي جاء تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث وجه سموه بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لباكستان، ودعم وتطوير قطاع التعليم فيها، ما سيسهم في تطوير القطاع التعليمي هناك، ويجسد الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم القطاع التعليمي الباكستاني، ومساعدة أبناء الشعب الباكستاني على الدراسة والتعلم على أسس ومعايير عصرية حديثة ومتطورة، وتجاوز الصعوبات التي تعترضهم في هذا المجال. وفي السياق ذاته، قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مؤخراً بافتتاح 34 مدرسة في محافظة عدن اليمنية، وتواصل جهودها لاستكمال العدد إلى 154 مدرسة ستكون جاهزة لاستقبال الطلاب في عامهم الدراسي الجديد، وذلك ضمن عدد من المشاريع التنموية والإنسانية البالغ عددها 13 مشروعاً، ستقوم الهيئة بتنفيذها وصيانتها في المحافظة ومديرياتها الثماني التي تشمل إلى جانب ذلك إنشاء ثماني حدائق جديدة بواقع حديقة في كل مديرية. هذا بينما أشاد خالد بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء بالمواقف الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعبّر عن تقديره للدولة وقيادتها الرشيدة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وما تقوم به من جهود إنسانية لمساعدة الشعب اليمني وإعادة بناء المرافق الحيوية فيه، مؤكداً أن الشعب اليمني لن ينسى لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة هذا الموقف الإنساني الرائع الذي تقوم به تجاه اليمن. وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على أن يكون للمساعدات التي تقدمها للدول الشقيقة والصديقة بأشكالها المختلفة (المنح، والتبرعات، والهبات، والقروض الميسرة)، مردوداً تنموياً طويل الأجل، وبالشكل الذي يسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة في هذه الدول، وتركز ضمن هذا السياق على دعم العملية التعليمية في هذه الدول، وهذا الأمر يندرج ضمن الأهداف الرئيسية للعديد من المؤسسات والجهات الخيرية الإماراتية، حيث تولي مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية منذ إنشائها عام 2007 اهتماماً لدعم التعليم في الدول العربية والإسلامية والنامية بوجه عام، من خلال المساعدة في إنشاء المدارس والمعاهد التعليمية التي توفر فرص التعليم للآلاف من الطلاب في جميع المراحل التعليمية. كما أن مؤسسة دبي العطاء تعمل بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية ووكالات المعونة والمؤسسات في مختلف بلدان العالم، على تحسين إمكانية حصول الأطفال في البلدان النامية على تعليم أساسي سليم، وهو ما يجسد التزام الإمارات بتحقيق الهدفين الثاني والثالث من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية، وهما ضمان تعميم التعليم الأساسي وتعزيز المساواة بين الجنسين. وقد أثمرت هذه الجهود خلال السنوات الماضية عن تمكين ملايين الأطفال في العالم ومنحهم فرصة المساهمة بإيجابية لمصلحة مجتمعاتهم وبلدانهم. لعل أهم ما يميز النهج الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أنه يتجاوز المفهوم التقليدي لتقديم المساعدات، ويتضمن أهدافاً تنموية ومجتمعية بعيدة المدى، من خلال المساهمة المباشرة في تنفيذ المشروعات التي تخدم التنمية بمفهومها الشامل في الدول النامية، وفي مقدمتها المشروعات التعليمية، من خلال جهودها في تطوير البنية التحتية للتعليم وتحسين مستويات تلقي العلوم والمعرفة، وبما يسهم في المساعدة على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية