جاء انطلاق العملية الانتخابية في الخارج ضمن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، يومي 20 و21 سبتمبر الجاري، وسط مستويات مبهرة من التجهيزات والإجراءات التي تتوافق وأجود المعايير العالمية بما يليق بهذا الحدث الوطني ويضمن الالتزام بأعلى درجات الشفافية والنزاهة، مبشراً بأن انتخابات «الوطني الاتحادي» التي ستشهدها الدولة في الثالث من أكتوبر المقبل، ستكون بمثابة يوم وطني بامتياز وعرس انتخابي إماراتي سيبهر العالم بإتقان كل تفاصيله والتفاف الإماراتيين قيادة وشعباً حول تبني تجربة متفرّدة في المشاركة على مستوى المنطقة العربية، بل والعالم أجمع. أدلى أعضاء الهيئات الانتخابية في الخارج، من الدارسين وممن هم في مهام رسمية والعاملين في سفارات الدولة إضافة إلى الذين هم في زيارات لدول العالم وغيرها بأصواتهم في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في 94 مركزاً انتخابياً بمقار البعثات الدبلوماسية للدولة، في أجواء تميزت بالتنسيق العالي بين اللجنة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية لتجهيز مقار البعثات الدبلوماسية للدولة، ما أفرز سلاسة في العملية الانتخابية في الخارج لاقت ثناء كل من لبّوا نداء هذه المناسبة الوطنية من أعضاء الهيئات الانتخابية في الخارج والذين لم يغفلوا تقديم بالغ شكرهم وتقديرهم للقيادة الرشيدة للدولة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - على منحهم الفرصة للمشاركة في هذه الانتخابات، بما يخدم الوطن ويعزز مضيه بخطوات ثابتة وراسخة نحو مزيد من التقدم والإنجازات القياسية وعلى كل الصعد. وقد أجمع المتابعون على أن أبرز ما كان لافتاً للنظر في سير العملية الانتخابية في الخارج، هو الإقبال الملحوظ من جانب الناخبين وإتقان التنظيم القائم على التخطيط الدقيق والكفاءة العالية وفق معايير تحاكي أنجح التجارب الانتخابية في العالم، كالحرص على تزويد جميع المراكز الانتخابية حول العالم من دون استثناء بلجان ومسؤولين للتوعية بمسار العملية الانتخابية وشرح خطواتها بما يجعلها أكثر سرعة وسلاسة، إضافة إلى لجان لمراقبة التصويت وضمان نزاهته. ويستبشر القائمون على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي ستنطلق داخل الدولة الشهر المقبل بأن النجاح المبهر الذي شهدته العملية الانتخابية في الخارج سيتكرر بلا شك في الداخل في ظل الاهتمام البالغ الذي توليه قيادتنا الرشيدة لهذا الاستحقاق الوطني والتجاوب المذهل من قبل شرائح المجتمع كافة تجسيداً لرؤية القيادة الحكيمة بتحويل هذه الانتخابات إلى إنجاز إماراتي يعزز نهج التمكين والمشاركة السياسية للمواطنين. لقد ظل المجلس الوطني الاتحادي منذ انعقاد أولى جلساته في 12 فبراير من عام 1972 إحدى المؤسسات الدستورية التي جسدت أهم مبادئ الفكر السياسي للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرصه على ضمان المشاركة السياسية للمواطنين وإسهامهم في العمل الوطني وتحمل مسؤولياته. وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، شهد المجلس نقلة نوعية ترجمة لبرنامج التمكين الذي أطلقه سموه عام 2005، وما تضمنه من تنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس عامي 2006 و2011، ومشاركة المرأة ناخبة ومرشحة، وتوسيع القاعدة الانتخابية لتمكين المواطنين من المشاركة في عملية صنع القرار، في إطار زيادة أعداد الهيئات الانتخابية إلى ما يقارب 224 ألف ناخب في انتخابات هذا العام لتعطي البرهان الأمثل على أن الدولة تمضي قدماً في عملية التمكين، وهذا ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، لدى إدلائه بصوته في انتخابات المجلس الوطني أمس في مقر بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، لدى قوله «إن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي خطوة من خطوات التمكين التي وعد بها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله». _ _ _ _ _ _ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.