تهديدات صاروخية كورية شمالية.. وصِدام روسي- غربي في الأزمة السورية «ذي موسكو تايمز» «هل يستطع الغرب التعاون مع روسيا في الأزمة السورية؟»، تساؤل طرحه «فيدور لوكيانوف» أول أمس في «ذي موسكو تايمز» الروسية، قائلاً: «إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيئة بالفعل منذ عامين، وحتى قبل اندلاع التوتر في أوكرانيا، فقد منحت موسكو حق اللجوء لـ"إدوارد سنودن"، موظف وكالة الأمن القومي الأميركي السابق، والخلافات تزداد حدة بين البلدين. "لوكيانوف"، وهو رئيس تحرير دورية "روسيا في الشؤون الدولية"، أشار أيضاً إلى أن أوباما ألغى زيارته لموسكو، لكنه وافق على حضور قمة مجموعة العشرين بمدينة سان بطرسبرج في سبتمبر 2014، وبعدها أجرى أوباما وبوتين محادثات استغرقت 15 دقيقة اتفقا خلالها على تدمير سلاح سوريا الكيمياوي. وإلى الآن لم يقرر الرئيسان لقاء بعضهما بعضاً على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وإذا لم يلتقيا، فإن موضوعاً واحداً سيظل على أجندتهما، ألا وهو الملف السوري. قرار موسكو الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى نظام دمشق، وضع كل اللاعبين الدوليين المعنيين بالأزمة السورية في الزاوية، وضمن هذا الإطار حذرت واشنطن موسكو من مغبة عزلة دولية إذا ما استمرت في مد يد العون لبشار الأسد. وإذا كان تنظيم "داعش" تهديداً مشتركاً للأميركيين والروس، فلماذا لم يشكل الطرفان جبهة موحدة لمواجهته؟ الغرب ينظر لـ"داعش" كمنظمة إرهابية، وهذا التصنيف يستند على رؤية مبكرة للإرهاب ظهرت مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وصاغها جورج بوش الابن. «داعش» ليس مجرد تنظيم إرهابي، بل يسعى إلى تدمير البنى المؤسسية في الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل دوله، فالتنظيم تتجاوز أهدافه تغيير الإطار الإيديولوجي للمنطقة، ساعياً لتغيير حكوماتها وأنظمتها السياسية. الغرب يتعامل مع «داعش» وفق رؤية تقليدية لصراع ضد الإرهاب، في حين تنظر روسيا للمسألة باعتبارها حروباً أهلية. موسكو وواشنطن، حسب الكاتب، غير متفقتين حول فرص بقاء البنى الراهنة في سوريا كما هي عليه الآن، فالغرب لديه قلق حول من سيسيطر على سوريا في المستقبل، ومن ثم لديه إصرار على التخلص من الأسد ومحاورة قوى المعارضة واستئناف محادثات جنيف. موسكو الآن لديها تساؤل مهم مؤداه: ما الذي سيتبقى من سوريا؟ هذا البلد بالفعل مُقسم إلى مناطق نفوذ، والخيار بين هذه المناطق والفوضى، ومن الصعب تخيل إعادة بناء الدولة السورية؟ وهذا يتبعه تساؤل آخر: ما هي المجموعة السورية أو الإقليم السوري القادر على وقف زحف «داعش»؟ الانخراط الروسي في الساحة السورية يحمل في طياته احتمال المغامرة بشن حملة على «داعش»، ومن ثم الانغماس الروسي في مؤامرات الشرق الأوسط. والسؤال المطروح: ماذا ستفعل موسكو إذا تم حرق أحد طياريها على يد «داعش» مثلما فعل هذا التنظيم الإرهابي مع الطيار الأردني؟ ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن أميركا لديها قلق تجاه الوجود العسكري الروسي في سوريا، ليس مصدره رغبة واشنطن في الإطاحة بالأسد المدعوم من موسكو، بل الخوف من تعزيز الدور الروسي في الشرق الأوسط. «جابان تايمز» في مقاله المنشور أول أمس في «جابان تايمز» اليابانية، والمعنون بـ«تعقيدات الأزمة السورية»، سلّط «هوجو كورتازي» الضوء على أزمة اللاجئين السوريين، لافتاً الانتباه إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توقعت استقبال بلادها 800 ألف من هؤلاء اللاجئين خلال العام الجاري، علماً بأن هذا يشكل في حد ذاته كلفة وينطوي على صعوبات تتعلق بإدماج هولاء اللاجئين لغويا وثقافياً، ناهيك عن تأجيجهم لعناصر «اليمين» المتطرف، وبعض القوى السياسة التي تكره الأجانب. «كورتازي»، سفير بريطانيا السابق في اليابان، يرى أن الحرب الأهلية في سوريا أكثر من مجرد أمة لاجئين، ومع مرور الوقت، أصبحت أزمة سياسية تزداد صعوبة، فهي ليست مجرد نزاع داخلي، بل صارت صراعاً طائفياً بين السُنة والشيعة، ونزاعا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. الحرب الأهلية السورية تزداد تعقيداً جراء عودة الصراع بين تركيا والأقلية الكردية. ومع تعذر الحلول يزداد تدفق اللاجئين السوريين إلى الخارج وتتفاقم مأساتهم الإنسانية. «ذي كوريا هيرالد» في افتتاحيتها أول أمس، وتحت عنوان «لحظة مفصلية في كوريا الشمالية»، أشارت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، إلى أن السبت الماضي وافق الذكرى العاشرة لإبرام اتفاق مع كوريا الشمالية يقضي بتخليها عن برماجها النووي، مقال الحصول على مساعدات اقتصادية وتنازلات دبلوماسية. الاتفاق لم يتم تفعيله بعد، خاصة وأن بيونج يانج انسحبت من المحادثات السداسية المعنية ببرنامج كوريا الشمالية النووي. اللافت أن بيونج يانج أعلنت الأسبوع الماضي، أنها استأنفت العمل في مجمع «يونجبون» النووي، كما أن المتحدث بإسم الحكومة الكورية الشمالية، يرى أن استخدام السلاح النووي يتوقف على لجوء الولايات المتحدة لسياسة عدائية تجاه بيونج يانج. الأخيرة تجاهلت نداءات دولية تحثها على عدم انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي. لكن كوريا الشمالية واصلت تصريحاتها النارية التي تفصح فيها عن إطلاق صواريخ طويلة المدى، بحجة السعي إلى استكشاف الفضاء، وحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية، فإنه كلما تزايدت القوى المعادية الرافضة لخطط بيونج يانج الفضائية، فإن رد الفعل سيكون أكثر قسوة، ولم تحدد الوكالة موعد ومكان إطلاق الصواريخ بعيدة المدى. بيونج يانج تصر على اعتبار ما تنوي إطلاقه على أنه صواريخ مخصصة لحمل الأقمار الاصطناعية، وأن لها الحق في تطوير تفنيات سلمية لاستكشاف الفضاء في إطار ما يتيحه لها القانون الدولي. وحسب الصحيفة يتعين على الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج أون» إدراك أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن الولايات المتحدة أصدرت تحذيرات عديدة لبيونج يانج، كما عبّرت الصين من خلال عدة قنوات، عن استيائها ومخاوفها تجاه التصريحات الكورية الشمالية. وزير الخارجية الأميركية حذّر كوريا الشمالية من أنها ستواجه «تداعيات وخيمة» وستتعرض لما هو أكثر من العقوبات في حال أطلقت صواريخ بعيدة المدى. إعداد: طه حسيب