لمن لا يعرفها، هي «مرضية أفخم» التي تعمل في وزارة الخارجية الإيرانية منذ 30 عاماً تقريباً، وقد جاء تعيينها في سبتمبر 2013 المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية رغم أنها من أقوى المدافعين عن حقوق المرأة والإنسان في إيران، وهما مجالان طالما كانت إيران بعد الثورة الإسلامية محل انتقاد عالمي فيهما. ?كما ?أنها ?أول ?دبلوماسية ?إيرانية ?تتقلد ?منصباً ?رفيعاً ?في ?جمهورية ?إيران ?الإسلامية ?منذ ?حقبة ?الشاه، ?وتحديداً ?منذ ?سبعينات ?القرن ?الماضي. ?ومنذ ?تولي «?مرضية» ?منصبها، ?وهي ?لا ?تفتأ ?تُصدِر ?لنا ?تصريحات ?أقل ?ما ?توصف به ?أنها ?تصريحات ?تثبت ?أن ?إيران ?الشاه ?هي ?إيران ?«آيات ?الله»، ?وأن ?إيران ?بقيادة «?الإصلاحيين» ?أو ?بقيادة «?المحافظين» ?هما ?وجهان ?لعملة ?واحدة، ?لايختلفان ?في ?تطبيق ?سياسة ?توسعية ?خارجية ?واحدة. وقد درجت «مرضية» في مؤتمراتها الصحفية على الهجوم المباشر على كل من يجرؤ على انتقاد إيران. فقامت بالهجوم على إعلان مملكة البحرين الشقيقة بأن كمية المتفجرات التي تم ضبطها قادمة من إيران «الإسلامية» كافية لإزالة العاصمة المنامة من الوجود. ونصحت «مرضية» مملكة البحرين بالاهتمام بمعالجة مشاكلها الداخلية متجاهلة حقيقة يعلمها القاصي والداني بأن إيران هي من تدعم الاحتقان الطائفي بين أبناء الجسد البحريني الواحد. كما قامت «مرضية» في الآونة الأخيرة بإطلاق العنان للسانها منتقدة تصريحات دول الجوار حول النزاعات الإقليمية التي تتسبب فيها طهران وقامت بتوجيه النصح أيضا لتلك الدول بضرورة تبني سياسة الحوار لحل المشاكل، كما لو أن إيران ليست جزءاً فاعلاً في تلك المشاكل. كما لم تكتفِ «مرضية» بإطلاق صواريخها الإعلامية على دول الجوار، بل قامت أيضاً بانتقاد وزير الخارجية البريطاني بعد اجتماعه بوزير الخارجية السعودي مؤخراً، حيث اعتبرت تصريحات الأول تأجيجاً للخلافات بين جمهورية إيران الإسلامية والدول المجاورة. وفي لفتة تدعي «مرضية» أنها إنسانية؛ بعثت الشهر الماضي بتعازي إيران للحكومة الإندونيسية لوفاة 54 شخصاً جراء سقوط إحدى الطائرات، علماً أن إندونيسيا تبعد عن إيران «الإسلامية» ما يقارب 7305 كيلو مترات بينما لم تقم «مرضية» بنفس «اللفتة» إزاء الدول الجارة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، التي فقدوا أبناءها على أرض اليمن الشقيق، علماً أن المسافة بين إيران وتلك الدول تتراوح بين 700 و 1000 كيلو متر!. ومؤخراً؛ لم تفاجئني «مرضية» بتصريحها عندما هاجمت بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رافضة انتقاد الوزراء تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدولهم واستمرار الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث ورفضها الخضوع للتحكيم الدولي. وقد ادعت «مرضية» أن إيران تتبع سياسة حسن الجوار والحوار مع كافة الدول المجاورة، وبأنها لا تتدخل في شؤونهم. وقد تناست «مرضية» أن ذلك الادعاء الإيراني هو التوجه نفسه أثناء حكم الشاه، والذي كان ينادي بسياسة حوار وتفاهم بين إيران والعراق والمملكة العربية السعودية والكويت من أجل ضمان أمن إيران. إن «مرضية» تراودها الأحلام بقبول دول الجوار لسياسة إيران الرامية فرض طوق حولهم بدءاً من العراق مروراً بسوريا ولبنان وانتهاءً باليمن. كما ترغب «مرضية» في أن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتناسي أن إيران تحتل جزرها الثلاث، وألا تدعو إيران لحوار دبلوماسي كذلك الذي دار بين إيران ودول الـ 5 + 1 حول البرنامج النووي. «مرضية» تريد تجاهل السلطات البحرينية لشحنات المتفجرات التي ترسلها طهران لأعوانها في المنامة. ولكن واقع الحال يقول لـ«مرضية»: لا يهمنا ما يرضيك وإنما يهمنا ما يرتضيه قادتنا لنا من ثبات على الحق ونصرة المظلوم وضمان لأمننا واستقرارنا وأن يظل علمنا خفاقا فوق كل ذرة من تراب وطننا رغم كيد الكائدين.