ربما يكون الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» على شفا مرحلة جدية من رئاسته، حيث يتعين عليه التركيز على احتياجات أوكرانيا العسكرية، بينما يبدأ معركة جديدة في الداخل ضد الفساد. ويخشى النقاد من أنه قد يفشل في كليهما. ويرى مستشارو «بوروشينكو» إنه منذ أن تولى السلطة في يونيو العام الماضي، اضطر لقضاء معظم وقته في التركيز على المسائل العسكرية. وقد ساهم ذلك في الحد من قدرته على القيام بإصلاحات، ما أدى إلى إحباط بعض حلفائه. وهذا أيضاً جعل نقاده يقولون إنه اتخذ الحرب ذريعة للتقاعس عن العمل. والآن، فإن وقف إطلاق النار في الشرق يمثل ضغوطا على «كييف» لمحاربة الفساد الذي يقول المصلحون إنه لا يزال موجوداً منذ أن اشتعلت الاحتجاجات الأوكرانية الموالية للغرب في أواخر 2013. وحتى في خضم الحرب، كان بعض القادة يعملون على محاربة الفساد الذي كان يمثل النقطة المحورية للاحتجاجات. بيد أن التقدم توقف وتم تقسيم البلاد بسبب الاقتتال الداخلي. ومع اقتراب إجراء الانتخابات المحلية في 25 أكتوبر، تزداد المخاطر السياسية من عدم الوفاء بالإصلاحات. وفي هذا الصدد، يقول النقاد إن البيروقراطيين الراسخين على كافة مستويات الحكومة يتمسكون بأساليبهم القديمة التي تعتمد على الرشوة. ولا تزال القلة الحاكمة في أوكرانيا تشتري أعضاء البرلمان. كما أن محاولات تغيير القوانين، التي يرجع بعضها للحقبة السوفييتية، تم إحباطها من قبل المناورات التشريعية التي تدفن بعض مشاريع القوانين في اللجان بينما تعدل البعض الآخر. غير أن هناك بعض الإصلاحات. فلمدة شهرين الآن، تقوم قوة جديدة من الشرطة بدوريات في شوارع كييف وعدد من المدن الأخرى في محاولة لوضع حد لممارسات تتعلق بجمع الرشاوى من أجل تطبيق القوانين. وقد تم تدريب المجندين الجدد في غضون عشرة أسابيع فقط، وبدءا من يوليو بدأوا يطرقون شوارع كييف في أسطول من السيارات الجديدة. مايكل بيرنباوم محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»