بينما يحاولون حماية الرئيس وإغنائه عن الحاجة لاستعمال «الفيتو» الرئاسي ضد تصويت كاسح بالرفض على اتفاقه مع إيران، تزداد معضلة «ديمقراطيي» مجلس الشيوخ السياسية سوءا، حيث يُظهر استطلاع جديد للرأي أجراه مركز بيو أنه «بينما يستعد الكونجرس لتصويت حول الاتفاق النووي مع إيران، فإن دعم الجمهور لهذا الاتفاق أخذ يتراجع. فحالياً، يؤيد 21 في المئة فقط الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى، بينما يعارضه قرابة النصف (49 في المئة)، ولا يعبّر ثلاثة من أصل عشرة (30 في المئة) عن أي رأي بخصوص هذا الموضوع». وإذا كان أقل من ربع الأميركيين يؤيدون الاتفاق، فإن الرئيس ينوي إما استعمال «الفيتو»، أو دفع «ديمقراطيي مجلس الشيوخ لعرقلة تصويت حول رفض الاتفاق ينسجم تماماً مع الرأي الذي عبّر عنه الجمهور». واللافت أنه كلما تحدث أوباما حول هذا الموضوع واطلع الجمهور على الاتفاق، كلما قل تأييدهم له. فخلال الستة أسابيع الماضية، انخفضت نسبة مؤيدي الاتفاق بـ12 نقطة مئوية (من 33 في المئة إلى 21 في المئة)، بينما ظلت معارضة الاتفاق ثابتة تقريبا (45 في المئة وقتئذ، و49 في المئة الآن)... وعندما يقتصر الرأي حول الاتفاق النووي مع إيران على الأشخاص الذين سمعوا قليلا أو كثيرا عن الاتفاق، فإن عدد معارضيه يفوق عدد مؤيديه بأكثر من اثنين لواحد (57 في المئة مقابل 27 في المئة). بل إنه حتى «الديمقراطيين» باتوا أقل إعجاباً بالاتفاق مما كانوا يفعلون من قبل. فـ «إذا كان الانقسام الحزبي بشأن الاتفاق النووي مازال كبيراً، فإن دعم الاتفاق بين كلا الحزبين مافتئ يتراجع منذ يوليو الماضي. فحالياً، يؤيد 42 في المئة فقط من الديمقراطيين الاتفاق، بينما يعارضه 29 في المئة، ولا تعبّر نسبة مماثلة عن أي رأي بخصوص هذا الموضوع. هذا في حين كان 50 في المئة من الديمقراطيين يؤيدونه في يوليو الماضي، و27 في المئة يعارضونه، و22 في المئة ليس لديهم أي رأي». واللافت أن أولوية «ديمقراطيي» مجلس الشيوخ اليوم باتت الدفاع بكل قوة عن البيت الأبيض. فسواء من خلال رفضهم إجراء تصويت حول العقوبات في 2014 أو محاولتهم تجنب تصويت الآن، فإن هدف هؤلاء «الديمقراطيين» الأول هو الدفاع عن رئيس لم يحقق نجاحات في الجزء الأخير من رئاسته. غير أنهم يعجزون عن الدفاع عن صواب موقفهم ويكتفون بالقول (بطلاناً) إن الاختيار هو بين الاتفاق والحرب. والآن، تتوقع منهم قيادتهم أن يبدوا سخفاء حتى يجنّبوا الرئيس الحاجة لاستعمال «الفيتو». فـ «الديمقراطيون»، على ما يبدو، لايرون حاجة للاستماع للناخبين، أو حتى للإدلاء بصوت، حول هذا الموضوع المهم. وربما يدفع هذا الأمر الناخبين إلى الخروج باستنتاج مفاده أنه من الأفضل الإبقاء على «الجمهوريين» في الأغلبية واستبدال «الديمقراطيين» الذين يعتقدون أن مجلس الشيوخ ينبغي أن يكون مجرد غرفة تسجيل خاضعة للرئيس. _ _ _ _ __ جينفر روبن محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»