فضيحة البريد الإلكتروني وتداعياتها أثّرت سلباً على حملة هيلاري كلينتون. والسؤال الآن هو ما إن كان وضعها خطير جداً لدرجة تضطر معها لمغادرة ساحة المعركة؟ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخراً قناة «إن بي سي نيوز»، تقدم السيناتور المستقل بيرني ساندرز عليها في ولاية نيوهامشر وفقدانها معظم تقدمها السابق في ولاية ايوا. وبين ناخبي نيوهامشر، عبّر 36? فقط عن رأي جيد فيها مقابل 60?، كما تراجعت شعبيتها حتى بين الناخبين الديمقراطيين إلى ما دون 70?، أي أقل من معدلات جو بايدن (76?) وساندرز (79?). والمشكلة هي أن الأعذار التي ساقتها هيلاري لتبرير الفضيحة غير قابلة للتصديق. فزعمها بأنها لم تكن على علم بما كان يحدث لخادمها (الحاسوبي) صدم المنتقدين ووسائل الإعلام معاً. ومثلما قالت السياسية الجمهورية كارلي فيورينا، فإنه «لا يمكن تصديق قولها بأنها لم تكن منتبهة». ثم إن كولن باول، الذي زعمت هيلاري بأنه كان يستعمل أيضاً خادماً خاصاً، دحض كلامها؛ وقال برنامج «ميت ذا برس»: «كان لدي جهازان على مكتبي: جهاز آمن تابع للخارجية، كنت أستعمله للمواد الآمنة؛ وحاسوب محمول كنت أستعمله للبريد الإلكتروني». باختصار، لم يسبق لأي وزير خارجية أميركي أن تعامل مع مواد رسمية وسرية بلامبالاة مثلما فعلت هيلاري. لذلك فإن وضع هيلاري مرشح لمزيد من التراجع، وإذا بدأ ساندرز ومنافسون ديمقراطيون آخرون مهاجمتها حول موضوع المصداقية، فستزداد أمورها سوءاً. وبينما تتهاوى معدلات شعبيتها بين الناخبين، كذلك يدحث لمكانتها في آيوا ونيوهامشر. لعل سياسياً محبوباً أكثر وموهوباً أكثر -مثل زوجها- كان سيعرف كيف يغلق هذا الموضوع. لكن هيلاري لا تملك المهارة، وحواراتها الصحفية لا تزيد الطين إلا بلة وتعمل على تكريس الانطباع بأنها تحاول التغطية على ممارسات خاطئة. جينيفر روبن ------------------ *معلّقة أميركية محافظة -------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»