في الـ31 من أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن طلبها المتعلق بميزانية الدفاع للسنة المالية 2016. وبعد أن رفعت إلى وزارة المالية، من المنتظر أن يتم الانتهاء من الميزانية في ديسمبر المقبل. وفوراً بعد هذا الإعلان، راحت بعض التقارير الإعلامية تشدد على أن ميزانية اليابان للسنة المالية 2016 ارتفعت إلى مستوى قياسي لم تشهد له اليابان مثيلًا منذ الحرب العالمية الثانية. والواقع أنه صحيح أن مقترح ميزانية الدفاع اليابانية للسنة المالية 2016 سيعرف ارتفاع الإنفاق على الدفاع إلى أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ يبلغ إجمالي الطلب المقدم 5.09 تريليون ين (أو ما يعادل 42.8 مليار دولار). وصحيح أيضاً أن إنفاق اليابان على الدفاع واصل الارتفاع منذ السنة المالية 2013. لكن تفسير هذا النمو على أنه مؤشر على "إعادة عسكرة اليابان" هو قراءة مغرقة في التبسيط، بل ومضللة. فأولاً، طلب الميزانية لسنة المالية 2016 الذي وصفته بعض وسائل الإعلام الغربية بـ"القياسي" يشمل نفقات دعم الوجود العسكري الأميركي في اليابان، ومن ذلك دعم الحكومات المحلية التي تحتضن القواعد الأميركية. وبعبارة أخرى، فإن الإنفاق ضمن هذه الفئة لا يسهم في تحسين قدرات قوات الدفاع الذاتي اليابانية (الجيش الياباني) عبر الاستثمار في تسليحها، إلخ. وبالتالي، فعندما نسحب هذه النفقات من المعادلة، فإن الإنفاق الفعلي الذي تقترحه وزارة الدفاع اليابانية لنفسها يناهز 4.93 تريليون ين (41.4 مليار دولار) – مقارنة مع ما أنفقته طوكيو على الدفاع في 2002. باختصار، إن اليابان، ورغم ثلاث سنوات متتالية من النمو في الإنفاق على الدفاع، لن تستعيد سوى ما فقدته في الإنفاق على الدفاع خلال العشرية ما بين 2002 و2012. وعلاوة على ذلك، فرغم عودة الإنفاق على الدفاع إلى المستوى الذي كان عليه قبل 10 سنوات، إلا أن ذلك لا يعني أن القدرة الشرائية لليابان قد استعيدت أيضا. ذلك أن كلفة مشتريات الدفاع ما زالت ترتفع في وقت تواصل فيه اليابان سعيها للحصول على أحدث معدات الدفاع، غير أنه بينما تتطلع اليابان لاقتناء مزيد من المعدات والأسلحة الأميركية، يواصل الين الضعيف كبح القدرة الشرائية لليابان. وخلاصة القول إن مقترح ميزانية الدفاع اليابانية للسنة المالية 2016 لا يمثل مؤشراً على عودة نزعة عسكرية لليابان، وإنما يعكس رغبة اليابان في تحمل نصيب عادل في دفاعها على نفسها. وبالتالي، يجدر بالولايات المتحدة، باعتبارها حليفة لليابان، أن تشجعها وتساندها في ذلك. يوكي تاتسومي كاتبة وباحثة يابانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة "تريبيون نيوز سيرفس"