النشطاء والخبراء والمانحون "الجمهوريون" لا يسعدهم حال سباق الحزب على الرئاسة: إنهم قلقون للغاية من القوة المستمرة لـ"دونالد ترامب"، لكن قلقهم أكبر من عجز المرشحين الآخرين على الرد بفعالية وتقديم أنفسهم باعتبارهم بدائل قوية. ويرون أن تركيبة "ترامب" المتنافرة من السلطوية والحمائية والمحسوبية لا تتفق مع الحركة "المحافظة" الجديدة. لكنهم يقرون أنه يقدم عرضاً شيقاً. وهم عاجزون عن فهم سبب جاذبية "ترامب" لكنهم منزعجون أيضاً من باقي المتنافسين في الساحة. وهم لا يتوقعون أن يصبح "ترامب" مرشحاً جمهورياً، لكن آمالهم في وجود حلبة تنافس جيدة تضعف. ودعنا نفحص باقي المتسابقين في الحلبة. صحيح أن عدداً من الحملات والمرشحين يضعفون وفي بعض الحالات يدمرون أنفسهم ذاتياً. فقد دمر "سكوت ووكر" حاكم ولاية "ويسكونسن" نفسه بشكل كبير بمحاولته تقليد "ترامب" والسيناتور "راند بول" وحاكم ولاية نيوجيرسي "كريس كريستي" ومجموعة أخرى من المتسابقين اختفوا تماماً تقريباً. لكن بعد اختفاء بعض المرشحين وشيوع بعض النظام في حلبة السباق، سيحظى المتبقون بمزيد من الوقت لإجراء مناظرات والفوز بمزيد من المانحين والأنصار. وإذا لم يقض "ترامب" على نفسه، فإن المرشحين الآخرين ولجانهم للعمل السياسي سينشرون إعلانات سلبية تصوره تحديداً باعتباره ليبرالياً ديمقراطياً في مجموعة من القضايا. والنشطاء لا يعتبرون "ترامب" من أنصار قضاياهم. فـ"نادي النمو"، وهو جماعة مالية محافظة، لم يدخر وسعاً في انتقاد "ترامب"، وصرح النادي في الآونة الأخيرة أنه «في ضوء تصريحات ترامب ومواقفه، فإنه لن يحكم كرئيس وفق المبادئ المؤيدة للنمو والتجارة الحرة وتقليص اللوائح وخفض الضرائب». وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية يشعر المحافظون المسيحيون بالضيق من ترامب. ففي رد على تأييده لحق المرأة في الإجهاض ورفضه منع التمويل لجمعية تنظيم الأسرة الأميركية، صرحت "بيني نانس" من جمعية «النساء المهتمات من أجل أميركا» أن من يؤيد قضية الإجهاض لن يحظى بتأييد الجماعة بحال من الأحوال. وفي مرحلة ما يتعين على المرشحين إقامة الحجة على عشوائية ترامب في السياسة الخارجية والقضايا الاجتماعية. وهذا ليس بالصعب. فمن السهل جمع بيانات عن آراء "ترامب" التي تمثل إشكالية واستخدام الصحافة الحرة لتناول قضية بعد أخرى ونشر إعلانات لتذكير الناخبين بأنه سيمثل كارثة محققة للحزب الجمهوري، لكن أهم من هذا هو تقديم بديل ويتعين على الحزب الجمهوري أن يقدم مرشحا أو أكثر ليبدو باعتباره زعيما للحزب يدعو لرؤية. جينفر روبن كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»