ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تتخلف عن روسيا ودول أخرى عديدة في الحشد تحسباً لتأثير ذوبان الجليد في القطب الشمالي. ومع زيارة أوباما إلى ألاسكا لمناقشة القضية، يتركز الاهتمام على الرئيس، لكني شخصياً فكرت في الكونجرس، الذي أسس مكتب تقييم التكنولوجيا عام 1972 لتزويد أعضائه ولجانه «بالتحليل الموضوعي والموثوق للقضايا العلمية والتقنية المعقدة». لكن أداء الكونجرس ليس جيداً في هذا المجال، حيث تدهورت الخبرة على مستوى أعضائه ولجانه وموظفيه بمرور الوقت، وقام بوضع المزيد من الموارد في العلاقات العامة، بينما كان يركز على العمليات التي يقوم بها في المقاطعات. وكان يتعين على المتخصصين المساعدة في التشريع وتوفير الرقابة على البيروقراطية الفيدرالية، رغم أنه ظل يخفض الموازنة الخاصة به منذ حصول الجمهوريين على الأغلبية في مجلس النواب عام 2011. ويصف «بول جليستريس» و«هالي سويتلاند»، من مجلة «واشنطن مانثلي»، كل هذا بأنه «عملية استئصال دماغي كبيرة». ولم يعد الكونجرس لديه القدرة على القيام بما كان يفعله سابقاً، مما جعله معتمداً على جماعات الضغط للحصول على الخبرة في العديد من المجالات وأضعف قدراته الرقابية. وربما يعني هذا نجاح الرئيس في القيام بما يريد، لكنه في الغالب يترك الفرع التنفيذي من البيروقراطية يفعل ما يشاء. ولا عجب أن الحكومة بطيئة في رد فعلها على التحديات الجديدة، أما الكونجرس فهو تقريباً غير موجود في قصة «نيويورك تايمز»، ويبدو أنه لم يفعل سوى القليل في هذا المجال. ربما تبالغ الصحيفة في قوة «روسيا القادمة»، لكن هذا لا يعني أن لا شيء على المحك. إن ذوبان الجليد يخلق تحديات بالنسبة للموارد، والنقل والدبلوماسية. وكان شعوري سيكون أفضل بكثير حيال السياسة الأميركية في القطب الشمالي، لو كان الكونجرس أكثر وضوحاً في القيام بدوره. جوناثان بيرنشتاين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»