مآسي «الفردوس الأوروبي».. وهواجس الاتفاق النووي ذي إندبندنت صحيفة «ذي إندبندنت» توقفت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس عند مأساة اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى بلدان أوروبا الغربية هرباً من جحيم الحروب الأهلية في بلدانهم، وفي مقدمتهم السوريون الذين بلغ اليأس ببعضهم حد المجازفة بأرواحهم وركوب البحر على زوارق مطاطية ممنين النفس بحياة آمنة ومستقرة في «الفردوس الأوروبي»، ضمن رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر تنجح في بلوغ وجهتها أحياناً، ولا تنجح في أحيان أخرى كثيرة. ومن أوجه هذه المأساة المتواصلة، تقول الصحيفة، علوق المئات هذا الأسبوع بالعاصمة المجرية بودابست بعد أن منعتهم قوات الشرطة من ركوب القطارات نحو ألمانيا والنمسا، والعثور في النمسا على 71 جثة هامدة للاجئين قضوا اختناقاً على متن شاحنة، ثم جثة الطفل السوري التي لفظها البحر في تركيا. وإذ تعترف الصحيفة بأن الرد على حركة هذا العدد الكبير من الأشخاص اليائسين ليس بالأمر الهين، فهي تؤكد في المقابل أن العديد من السياسات الأوروبية الحالية لم يعد مناسباً، وخاصة «اتفاقية دبلن» التي تنص على أن يقدم الراغبون في اللجوء طلبهم في أول بلد أوروبي يصلون إليه، والحال أن القيام بذلك يضع عبئاً كبيراً وغير منطقي على بلدان مثل إيطاليا واليونان، ويجرّم الفارين من الحروب لأنهم عبروا الحدود. وترى الصحيفة أن حلاً أفضل يتمثل في التخلي رسمياً عن «اتفاقية دبلن» التي عفا عليها الزمن والاتفاق بدلاً من ذلك على أن يستقبل كل بلد عدداً محدداً من اللاجئين يتناسب وقوته الاقتصادية، وحينها يمكن بدء العمل على إقامة مراكز للاجئين في كل بلد من الاتحاد الأوروبي تعمل وفق معايير محددة ومتفق عليها. وبهذه الطريقة، تتابع الصحيفة، سيستطيع الفارون من الحروب طلب وضع لاجئين من الاتحاد الأوروبي، وليس من بلد بعينه. ذي إيكونوميست ضمن افتتاحية عددها لهذا الأسبوع، تأسفت مجلة ذي إيكونوميست لحالة الصراع والتجاذب السياسي الشديد التي تطغى على واشنطن هذه الأيام على خلفية مناقشة الكونجرس للاتفاق النووي مع إيران، مؤكدة أن منتقدي الاتفاق لديهم جملة من التخوفات المشروعة، ومن ذلك: الإفراج الفوري عن نحو 50 مليار دولار من الودائع الإيرانية، التي يمكن أن يستعمل بعضها لتقوية وكلاء إيران في المنطقة مثل «حزب الله»، وما إن كان سيسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع المشتبه فيها في الوقت المناسب، وما إذا كانت الأحكام والبنود المتعلقة باستئناف العقوبات في حال ثبوت حالة غش إيرانية ستكون ناجحة وفعالة، وتأثير رفع الحصار على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بعد ثماني سنوات، والأهم من ذلك، ما الذي يمكن أن يمنع إيران من العودة إلى السعي لتطوير الأسلحة النووية بعد 15 عاماً، عندما تُرفع معظم القيود المفروضة عليها حالياً. ولكن الصحيفة أكدت أن الرد المناسب على كل هذه التخوفات لا يتمثل في إلغاء الاتفاق وإنما في تقويته وتجويده، معتبرةً أن المشكلة المتعلقة بما سيحدث بعد 15 عاماً يمكن معالجتها من خلال التزام أميركي قوي ومستمر باستعمال كل الوسائل، بما في ذلك القوة العسكرية، لمنع إيران من تجاوز العتبة النووية. كما شددت على أنه بغض النظر عن مصير الحظر الحالي على الأسلحة والصواريخ، فإنه يتعين على أميركا أن تكون واضحة بشأن تصميمها على استعمال كل الوسائل الأخرى التي في حوزتها لكبح القوة العسكرية الإيرانية والدعم الإيراني للوكلاء الإرهابيين، لتخلص إلى أن «الخطر المتمثل في إمكانية تسبب إيران أغنى في مزيد من المشاكل والاضطرابات لا يمكن أن يعالج سوى من خلال إعادة انخراط أميركي مع المنطقة». فاينانشال تايمز صحيفة فاينانشال تايمز أفردت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على حالة الانكماش التي أصابت الاقتصاد الكندي لربعين متتاليين خلال النصف الأول من هذا العام وفق بيانات نشرت هذا الأسبوع، انكماش يأتي على بعد أسابيع قليلة من موعد الانتخابات العامة التي دعا إلى إجرائها رئيس الوزراء المحافظ ستيفان هاربر في التاسع عشر من أكتوبر، وهو ما سيزيد من صعوبة مهمة هاربر، الذي يطمح إلى أن يصبح أول رئيس وزراء كندي يفوز بولاية رابعة على التوالي. بيد أن الصحيفة تشير إلى أن منافسيه الرئيسيين -توم موكلير، زعيم «الحزب الديمقراطي الجديد» الصاعد، وجاستن تريدو، زعيم «الحزب الليبرالي»- يعاني من نقاط ضعف واضحة، الأمر الذي يضع الناخبين الكنديين أمام اختيار صعب مماثل لما يوجد في دول ديمقراطية أخرى: فالزعماء المنتهية ولايتهم قد يكونون مفتقرين للشعبية ولكن البدلاء الممكنين يبدون غير مقنعين للناخبين. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه كيفما تكن نتيجة هذه الانتخابات، فإنه سيتعين على الحكومة الكندية المقبلة أن تعمل على إصلاح مكانة البلاد وصورتها في العالم بعد أن سحب هاربر كندا من اتفاقية كيوتو المتعلقة بتغير المناخ وأنهى زعامة بلده في عمليات حفظ السلام الدولية، وفي حال نجح في إعادة الانتخاب، فإن ذلك من المستبعد أن يتغير، تقول الصحيفة، غير أنه لا أحد من منافسيه يشدد في برنامجه الانتخابي على دور عالمي لكندا. وبذلك، تضيف الصحيفة، فإنه يمكن القول إنه لا أحد منهم يستحق الفوز في الانتخابات المقبلة، غير أن لديهم سبعة أسابيع لتغيير هذا الانطباع. إعداد: محمد وقيف