هل الولايات المتحدة في حالة حرب؟ الواقع أنه حتى القادة الأميركيين الكبار لا يعرفون الإجابة. ففي جلسة تنصيبه الشهر الماضي، تعرّض قائد سلاح مشاة البحرية الجديد، الليفتانت جنرال روبرت نيلر، للمعاتبة من قبل السيناتور جون ماكين الذي قال: «إني أشعر بخيبة أمل لأنك لا تؤيد توفرنا على مراقبين عسكريين ميدانيين» في العراق. ماكين طالب بوجود مستشارين عسكريين أميركيين على الخطوط الأمامية للحرب، بينما أكد نيلر «الحرص على أن ضباطاً عراقيين مناسبين هم من يتولون المسؤولية». المراقب يعمل في إطار فريق يتألف من اثني عشر جندياً، إضافة للمركبات، ثم التعزيزات عند الضرورة، والطائرات من أجل الإجلاء، إضافة للأمور اللوجستية. وعلى المراقبين العسكريين الميدانيين تحديد أهداف داخل مجمعات سكنية لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار على الشارع. وبالطبع، فإن المستشارين والمراقبين يعملون من أجل الوحدات العراقية، بينما سيقوم الإرهابيون باحتجاز المدنيين واستعمالهم كدروع بشرية. وعليه، فمن المسؤول عن تحديد قواعد الاشتباك والأخطار بالنسبة للمدنيين؟ هل هو النقيب العراقي الذي يصيح: «اقصف!» أم الضابط الأميركي الذي يقدم النصائح والاستشارات العسكرية؟ إذا كان المستشارون غير مستعدين للقصف، فينبغي ألا يكونوا هناك أصلا. أما إذا قاموا بالقصف، فيجب على الأميركيين أن يكونوا مستعدين لرؤية مشاهد هائلة من الدمار. ففي الفلوجة، مثلا، وفي أقل من 20 يوماً في 2004، نفّذ مشاة البحرية 540 ضربة جوية ودمروا 18 ألف مبنى. واليوم، يحتل تنظيم «داعش» نحو اثنتي عشرة مدينة، فهل ينبغي قصف هذه المدن؟ خلاصة القول أن أوباما يفتقر لسياسة ذات مصداقية لدعم المقاتلين السنة في العراق. والجنرالات الأميركيون مترددون في قبول الالتزام في غياب هدف سياسي قابل للتحقق! ------------- بينج ويست* *مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأمنية الدولية في إدارة ريجان --------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»