من شاهد الإقبال المتزايد من جانب أبناء الوطن، خريجي الثانوية العامة، بالإضافة إلى خريجي الكليات والجامعات لهذا العام، على مراكز التدريب المختلفة بالقيادة العامة للقوات المسلحة خلال الأيام الماضية، من أجل الالتحاق بالدفعة الرابعة للخدمة الوطنية، سيتأكد له بوضوح أن أحد مرتكزات القوة الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة يكمن في العنصر البشري، فأبناء الإمارات يقدمون النموذج في الولاء والانتماء والتضحية من أجل رفعة الوطن وإعلاء شأنه وحماية مكتسباته على المستويات كافة، ولعل ما يبعث على الفخر أيضاً، أن هذا الإقبال لم يقتصر فقط على المواطنين، وإنما شمل أيضاً المواطنات اللاتي توافدن إلى مراكز التسجيل لنيل شرف الانضمام إلى صفوف الخدمة الوطنية، وتلبية لنداء الواجب المقدس، من أجل نيل شرف المشاركة في حماية الوطن وصونه ضد أي أفكار سلبية تدعو إلى المساس بسلامة أرضه، والذود عنه بكل غال ونفيس. في الوقت الذي تضع فيه القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الاهتمام بأبناء الوطن في صدارة أولوياتها وتعمل على توفير مقومات الرعاية الشاملة والحياة الكريمة لهم في المجالات كافة، فإن أبناء الوطن يتنافسون فيما بينهم على خدمة الوطن، والمشاركة في أي عمل يستهدف إبقاء العلم الإماراتي عالياً خفَّاقاً في ساحات الحق والواجب، لقد كان تفاعل أبناء الوطن مع المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في وقت سابق من شهر أغسطس الجاري، بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد، واعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة، معبّراً بجلاء عن ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية لدى المواطنين والمواطنات، وتجسَّد هذا بشكل واضح في حالة التعاطف والتضامن غير المسبوقة مع أسر الشهداء وذويهم، بل ومطالبتهم بإتاحة الفرصة لهم للالتحاق بالخدمة الوطنية، والمشاركة في أداء هذا الواجب المقدس. لقد عبّرت كلمة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني الـ 43 في الأول من ديسمبر 2014، عن ثقة القيادة الرشيدة واعتزازها وفخرها بأبناء الوطن، حينما قال سموه: «لقد أصدرنا قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية بهدف ترسيخ قيم الولاء والانتماء والفداء وإعلاء الروح الوطنية وتحمّل المسؤولية بما يعزز جاهزية الشباب ويمكّنهم من الإسهام في حماية الدولة والحفاظ على استقلالها وسيادتها ومنجزاتها.. ونحن فخورون بالحماسة الكبيرة التي استقبل بها الشباب قرارات ضمهم إلى الخدمة العسكرية الوطنية التي هي إلى جانب منافعها الاجتماعية والثقافية والتربوية وعوائدها الصحية والبدنية، فإنها تكليف وتشريف ومسؤولية وسند لقواتنا المسلحة الباسلة»، وبالفعل لقد كان أبناء الوطن عند حسن ظن القيادة الرشيدة، وأثبتوا أنهم يتحملون المسؤولية في مختلف مواقع العمل الوطني. إن انخراط أبناء الوطن في الخدمة الوطنية والاحتياطية، إضافة إلى أنه يدعم قوة الاحتياط لدى قواتنا المسلحة ويرفدها بدماء جديدة شابة، فإنه يزرع لدى هؤلاء الشباب قيماً إيجابية تساعدهم في حياتهم العملية وتخدم أهداف التنمية الشاملة، مثل الاعتماد على النفس والانضباط والالتزام والعمل تحت الضغط، كما أنه يحصن الشباب في مواجهة مصادر الخطر التي تتهددهم وتستهدف هويتهم، فضلاً عن أنه يعمق إحساسهم بالولاء والانتماء، لأن الجميع يلتف حول العلم الإماراتي الذي يعدّ مصدر العزة والمنعة والتقدم لدولة الإمارات العربية المتحدة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية