تعد «كراهية الخسارة» إحدى النتائج الأكثر أهمية بين اكتشافات العلوم السلوكية، إذ يمكن أن تخلق مشكلة كبيرة للشركات والمستثمرين، كما قد تربك الجدل السياسي بصورة سيئة، كما يحدث في المناقشات الدائرة حول الاتفاق النووي مع إيران. فكل من المؤيدين والناقدين تحركهم كراهية الخسارة، بيد أنهم يستخدمون نقاط مرجعية مختلفة جذرياً للتحذير من خسائر مختلفة جذرياً كذلك. وبالنسبة للمؤيدين، فالنقطة المرجعية هي الكيفية التي سيبدو عليها العالم بدون الاتفاق، قائلين إنه في حال رفض الكونجرس الاتفاق، فإن العقوبات على إيران من دول عديدة ستنهار، ما يسمح للإيرانيين بتطوير قدراتهم النووية. ويقول أوباما إن «أقرب حلفائنا في أوروبا وآسيا، لن يوافقوا على تنفيذ العقوبات الحالية لمدة 5 أو 15 عاماً أخرى كما يريد الكونجرس». وأضاف أنه إذا منع الكونجرس الصفقة، فإنه «لن يمهد فقط طريق إيران لإنتاج القنبلة، بل سيعجل بذلك». أما بالنسبة للمنتقدين فالنقطة المرجعية هي الوضع الراهن؛ حيث تعيش إيران في ظل عقوبات قاسية وليس لديها سلاح نووي. ثم إن تخفيف العقوبات سيجعل إيران «أقوى مالياً وأقدر على تطوير برنامجها النووي»، حسب السيناتور «تشارلز شومر». لكن من خلال الوضع الراهن يجيب «شومر» على سؤال غير ذي صلة: هل من شأن الاتفاق أن يجعل إيران في وضع أفضل لتطوير أسلحة نووية عام 2030 أكثر مما هي عليه الآن؟ والسؤال المناسب هو: هل سيكون العالم أكثر أمناً مع الصفقة أم بدونها؟ بالنظر إلى أن نظام العقوبات الحالي ربما يفقد السيطرة، فإن إيران ستكون في وضع أفضل بكثير لتحقيق قدرات نووية أكثر مما هي عليه الآن. والإجابة هي أنه ينبغي على الكونجرس التفكير جيداً في تفاصيل الاتفاق. وعلى منتقدي الاتفاق التركيز على ذلك السؤال وألا تشتتهم آمال زائفة بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر. كاس سانشتاين: مدير برنامج كلية هارفارد للقانون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»