أن تبلغ من العمر عتياً في اليابان فهو أمر يثير البهجة في النفوس، ويعني حرفياً الحصول على كأس فضي تذكاري، يمنح لكل شخص يبلغ عامه المئة. وعندما بدأت هذه العادة في عام 1963، أرسلت تلك الدولة الآسيوية نحو 153 كأساً تذكارياً يشبه كأس العالم، كدليل على العرفان والتقدير للجميع، لأن بلوغ هذا العمر المديد هو أمر فريد وهِبة حقيقية. ولكن الآن، هناك عدد كبير جداً من كبار السن في اليابان، إلى درجة أن الحكومة تخطط في الوقت الراهن لاستبدال تلك الهدايا التذكارية الفضية بخيارات أخرى أرخص ثمناً، حسبما أفادت صحيفة «كيودو الإخبارية». وبعملية حسابية بسيطة، يكلف كل كأس فضي زهاء 64 دولاراً أميركياً، ويتم تسليمها في عيد احترام الكبار الذي تُقام مراسمه في سبتمبر من كل عام، إلى جانب العرفان بالجميل للاسهامات المجتمعية التي قدمها البالغون من العمر مئة عام. وفي عام 2014، حصل نحو 29357 شخصاً على كؤوس. وهو ما يعني أن البرنامج يكلف ما يناهز 2,1 مليون دولار تقريباً. وبالطبع يقلق ذلك المسؤولين في الحكومة اليابانية، الذين يقدرون أن نحو 39 ألف شخص سيتخطون عتبة المائة عام في 2018. ولذا يفكرون في خيارات أخرى، مثل كؤوس مصنوعة من مواد أرخص ثمناً، أو هدية مختلفة، أو ربما مجرد رسالة شكر، بحسب «كيودو». وتتمتع اليابان بأعلى معدلات متوسط البقاء على قيد الحياة في العالم، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، إذ تشير تقديرات وزارة الصحة والعمل والرفاهية في اليابان إلى أن متوسط عمر الرجال يصل إلى نحو 80 عاماً، وبالنسبة للنساء يناهز 87 عاماً تقريباً. وخلال العام الماضي، وصل عدد الأشخاص الذين بلغت أعمارهم 65 عاماً إلى مستوى قياسي يناهز 32,9 مليون نسمة، ولطالما كان الأشخاص المتقدمون في العمر عاملاً مساهماً في الدين القومي القياسي في اليابان، نتيجة زيادة تكاليف الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يثقل كاهل الخزائن الحكومية. وأعتذر من كل قلبي لليابانيين الذين بلغوا المئة، فأنتم حقيقة أشخاص مميزون، حتى لو لم تحصلوا على كأس فضي للبرهنة على ذلك. إليهي إيزادي: كاتب صحفي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»