يبدو واضحاً للعيان أن السيناريوهات الإيرانية المتكررة بالتدخل في شؤون الجيران، لتأجيج الصراع وتفتيت الدول وتحويلها إلى «دول فاشلة»، وكيانات تتصارع فيها الميليشيات، وتعاني من اضطرابات داخلية، وتعنت طائفي يسهم في دعم السيطرة الفارسية على بعض الدول في المنطقة. وقد بدأ مسار صناعة وكلاء وعملاء لطهران في البلدان الإقليمية الأخرى حينما دعمت ميليشيا «حزب الله» الطائفية في لبنان، ومدتها بالسلاح والعتاد لتنفيذ أجندات باسم التطرف المذهبي لغير مصلحة لبنان واللبنانيين، وإنما يستخدمون لتصفية حساباتهم وتحقيق طموحاتهم الطائفية والعرقية. ثم إن ما جرى في البحرين لاحقاً من زرع فتيل الفتنة بين السنة والشيعة ودعم الطائفية على حساب الوطن، لتحقيق مآرب سياسية بحتة، يكرر نفس الهدف الذي أوجدت من أجله ميليشيا «حزب الله» في لبنان، وبنفس الطبخة الإيرانية تكرر ذلك أيضاً مع دول أخرى مثل الكويت من خلال تهريب بنادق ومضادات طائرات وغيرها من الأسلحة التي كشفت مؤخراً، وقد بدا أنه ليس بمقدور أفراد من عامة الناس جمع وتعبئة كل ذلك العتاد، والعمل بتلك الكيفية الخطيرة، لو لم تكن وراءهم قوة ضاربة، وأهداف عدوانية ضارة، لا تعرف السلام ولا تعترف به. ومنذ بدء عمليات إعادة الشرعية لليمن الشقيق على يد قوات التحالف ودعم ومساندة الشرعية ضد عبث الحوثيين وصبيانيتهم، لم يكف الإيرانيون عن محاولة تشتيت ذلك التحالف بزرع الفتن في مواقع أخرى من دول المنطقة، إلا أن إصرار التحالف على مواصلة جهود إعادة الشرعية والأمل وتحقيق العدالة والسلام والأمان والأمن في كافة بقاع اليمن كان دافعاً أقوى من تلك المحاولات العابثة والبائسة الرامية للتشويش والتشويه، وإفشال جهود التحالف العربي ومن ورائه المجتمع الدولي كله. وكل هذا يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن علينا جميعاً أن نكون حذرين ومتيقظين لما يحاك ضد الأمة، وعدم منح فرصة للمتنمّرين والمتآمرين لغرس مخالبهم في الجسد العربي الكبير. إن التحالف بقيادة السعودية وحلفائها من دول الخليج لن يتسامح مع «استيلاء ميليشيا مدعومة من إيران على دولة تقع على حدوده الخلفية»، وبذلك سيكون العرب قد وضعوا الحد الصارم وجدار الصد الحازم أمام أي تدخل إيراني في الشؤون العربية. وينبغي علينا تأمين جميع الأبواب العربية التي قد تطالها الأيادي الخارجية أو تتسلل منها براً وبحراً. لقد أبلت قواتنا المسلحة بلاءً حسناً في أداء الواجب، والاستجابة لصد خطر وتهديد الحوثيين، وقد ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والقدرات القتالية الاحترافية وتحقيق المكاسب لصالح الشعب اليمني الشقيق، ومن أبرز إنجازاتنا العسكرية في مدينة ?‏عدن?، جنوب ?‏اليمن?، تحرير البريطاني روبرت دوغلاس ستيوارت سيمبل 64 عاماً، الذي كان محتجزاً رهينة لدى تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ويأتي هذا العمل البطولي والإنساني ليؤكد الموقف الثابت للإمارات في مواجهة الإرهاب، وقدرتها على التصدّي له من ناحية، وهي تتحمل مسؤوليتها بفاعلية في الحرب ضده من ناحية أخرى، فضلاً عن كونها تقف دائماً إلى جانب الحق وتدعم الدول التي تتعرّض للإرهاب في أي مكان من العالم وتساندها. إن عملية تحرير ذلك الرهينة إنجاز عسكري كبير يضاف إلى إنجازات الإمارات في وقوفها مع الحق وتصديها للظلم، ودعمها للشرعية، وتحقيق العدالة والسلام في كل مكان. ولاشك أن لتلك العملية تفاصيل دقيقة تمثل أروع وأبدع وأبرع أمثلة البطولة والإقدام والتفاني في أداء الواجب وعدم التواني عن تحقيق الخير ونصرة المظلومين.