جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربياً والثالثة والعشرين عالمياً في «مؤشر جاهزية الشبكات»، الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، مؤخراً، ضمن «التقرير العالمي لتقنية المعلومات 2015»، وهو ما يؤكد جدارتها ورسوخ مكانتها الريادية على المستوى الإقليمي، وتفوقها على المستوى العالمي، ليس في مجال جاهزية الشبكات فقط، ولكن في مجال جاهزية البنية التحتية بشكل عام أيضاً. خلال الأعوام الماضية تعددت التقارير التي تؤكد أن البنى التحتية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما فيها البنية التكنولوجية، هي الأفضل والأكثر تطوراً بين مثيلاتها على المستوى العالمي، فضلاً عن أنها الأكثر تطوراً وجاهزية على المستوى الإقليمي، ليس في المنطقة العربية فقط، ولكن في مجمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تتربع الإمارات الآن على سلّم الترتيب الدولي باعتبارها الدولة الأولى في العالم وفق مؤشر كفاءة الطرق، هذا فضلاً عن احتلالها المرتبة الثانية عالمياً في جودة البنية التحتية للنقل الجوي وقطاع الطيران، إلى جانب تربعها كذلك على مراتب عالمية متقدمة في كفاءة شبكات النقل والجسور، وجاهزية البنية التحتية بشكل عام على المستوى العالمي، وفي كل هذه المؤشرات فهي تتربع على قمة الترتيب العربي والإقليمي. وفي شأن جاهزية البنى التكنولوجية والشبكات، دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنين على احتلال تصنيفات دولية متقدمة، فضلاً عن تصدرها التصنيف العربي، وذلك وفق مؤشرات مثل انتشار خدمات الإنترنت والهواتف الذكية. وفي مؤشر أكثر وضوحاً وارتباطاً بجاهزية الشبكات، تتصدر الإمارات منذ فترة طويلة، التصنيف العالمي وفق مؤشر «معدل انتشار الألياف الضوئية في المنازل»، وهو التصنيف الذي يصدر بشكل دوري ضمن تقرير «مجلس الألياف الضوئية للمنازل»، ويكتسب تفوقها في هذا المجال قيمة خاصة في ظل عدد من الاعتبارات المهمة، وهي: أولاً، أن هذا التصنيف يضم قائمة قصيرة جداً من الدول، إذ إنه يقتصر على الدول التي وصل فيها عدد المنازل المربوطة بخدمات الألياف الضوئية إلى نسبة 1% فقط أو أكثر من إجمالي المنازل، ورغم أن هناك دولاً عدة تستثمر في هذا المجال، فإن الدول التي نجحت في استيفاء شرط الـ1%، عددها محدود للغاية ولم يتخطَّ في أفضل الأحوال 36 دولة حول العالم. ثانياً، أن هذه القائمة القصيرة وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة أمام أكثر دول العالم تقدماً في مجال التكنولوجيا وأكثرها استثماراً في مجال الألياف الضوئية، ما يثبت إلى أي مدى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على التفوق حتى على أكثر دول العالم تقدماً. إن التفوق الإماراتي في مجال البنى التحتية والبنى التكنولوجية بشكل خاص، جاء بعد سنوات عدة وجهود حثيثة وجهتها الدولة نحو تطوير هذه البنى والارتقاء بها، فسخرت فيها ثرواتها وكوادرها ومؤسساتها، في إطار رؤية شاملة تسعى إلى إحداث التنمية الشاملة والمستدامة، عبر توفير المناخ الملائم لممارسة جميع الأنشطة الاقتصادية من دون استثناء، الذي ينبني في الأساس على بنية تحتية وتكنولوجية متطورة، وأطر تشريعية وتنظيمية مرنة، وأسواق محلية مندمجة بفاعلية في الأسواق العالمية، ويأتي التقدم الإماراتي على المستوى العالمي في هذا الإطار ليسلط الأضواء على نتائج هذه الجهود، بل ويعطي إشارات ملموسة على أنها آتت ثمارها بالفعل، ونجحت في استثمار ما توافر لديها من موارد بشكل أمثل. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية