تيد كروز رجل لديه خطه المميز، لقد فحص هذا المرشح الرئاسي الجمهوري المكروه في حزبه، الطريقة التي يصبح بها ممثلا للجناح اليميني. وهذا ما يجعله أكثر المرشحين تعرضاً للاستهداف في مضمار السباق. وتتصاعد نسب التأييد له في استطلاعات الرأي، حيث جذب المزيد من الانتباه بعد مناظرات الجمهوريين في كليفلاند يوم السادس من أغسطس الجاري. وركز المتابعون على الأداء الجيد لجون كاسيتش وكارلي فيورينا وماركو روبيو في هذه المناظرات، بالإضافة إلى القوة المستمرة واللافتة للانتباه لدى دونالد ترامب، لكن كروز الذي يضاهي دهاؤه السياسي ذكاءه الحاد، ربما وضع أفضل أساس للتقدم في هذا السباق المفتوح، فقد لمس كل المناطق الحساسة لدى المحافظين، ورفض مهاجمة ترامب، المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي الأخيرة. ويستمتع كروز بمهاجمة زعماء حزبه، وهذا يقلل شعبيته وسط زملائه في الكونجرس ووسط طبقات الصفوة الجمهورية الأخرى، لكنه يبهج كثيرين من المحافظين، فهو يرى وجود فرص لاجتذابهم حتى مع قدوم معارك هذا الخريف بشأن الإنفاق وسقف الديون. ولا يوجد مرشح أكثر يمينية من كروز في قضايا مهمة لليمين المسيحي، مثل منع التمويل عن جمعية تنظيم الأسرة الأميركية، ومناهضة الهجرة غير الشرعية، وانتقاد الرئيس أوباما بشدة.. وذكر جيف رو، مدير حملة كروز أن فريقه يقسم الناخبين الجمهوريين إلى أربع كتل؛ كتلة المعتدلين نسبياً وأصحاب الأعمال الموالين للمؤسسة الحزبية، وكتلة اليمين المسيحي، وكتلة حزب الشاي المناهض للحكومة، وكتلة الليبراليين.. ويجادل بأنه قادر على المنافسة في كل الكتل، باستثناء كتلة الموالين للحزب. ويحظى الإنجيليون باهتمام خاص في حملة كروز الذي عقد 55 اجتماعاً مع زعماء الكنيسة، والمنافسة شديدة على هذه الكتلة التي تشكل نحو 40? من المشاركين في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا. وذكرت أحدث التقارير بشأن تمويل الحملات أن حملة كروز حصدت 52 مليون دولار، وهو رقم أكبر من أي مرشح آخر فيما عدا جيب بوش. وتشير حملته إلى أنها تضم 225 ألف مانح، وهو رقم يقزم معظم الحملات الأخرى، وتجادل حملته بأن هذا العدد يمنحه نفساً طويلا في السباق. وهناك أربع منافسات في فبراير القادم، يرى فريق خبرائه أنه إذا فاز باثنتين منها فسيحتل موقعاً جيداً لخوض السباقات العشرة في مطلع مارس القادم. ويؤكد رو، مدير الحملة، أنهم أفضل استعداداً من أي حملة أخرى ليوم الأول من مارس، «وإذا فزنا في هذا اليوم فسندخل التصفيات». ولا أحد يشكك في ذكاء كروز، فهو خريج الحقوق في جامعتي برنستون وهارفارد، وقوي الحجة شديد المراس، يتصدى للزعماء الجمهوريين في الكونجرس، وقد اشتهر عنه أنه اتهم ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بالكذب، ووجه اتهاماً مشابها في يونيو ضد الجمهوري المخضرم كارول روف. ويعتقد خبراء أن كروز الذي أصبح سناتوراً عن تكساس العام 2012 لديه فرصة جيدة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، والديمقراطيون يرون أن حدة خطابه ووجهات نظره المتشددة وتصرفاته المرتبكة، قد تجعل منه هدفاً سهلا يتيح لهم الفوز بما يصل إلى 35 مقعداً. ويرى كروز أنه إذا لم ينجح هذه المرة فإن الديمقراطيين سيفوزون، وهناك سابقة على هذا. فقد خسر رونالد ريجان ترشيح الحزب الجمهوري أمام الرئيس جيرالد فورد العام 1976 وخسر فورد الانتخابات العامة ثم فاز بها ريجان بعد ذلك بأربع سنوات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»