هل تعتقدون أن العالم مزدحم الآن؟ إنكم لم تروا أي شيء بعد. فمن المتوقع إضافة مليار نسمة إلى العالم خلال الـ15 عاماً المقبلة، ليرتفع بذلك مجموع سكانه من 7,3 مليار نسمة في منتصف 2015 إلى 8,5 مليار في 2030، و9,7 مليار في 2050 و11,2 مليار بحلول 2100، وفقاً لأحدث تقديرات الأمم المتحدة. وحالياً، يعيش 60% من سكان العالم في قارة آسيا، و16% في أفريقيا و10% في أوروبا و9% في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و5% فقط في أميركا الشمالية وأوقيانوسيا. وتعد الصين والهند هما أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان، حيث تشكلان معاً 40% من سكان العالم. بيد أن هذه الأرقام لن تظل كذلك طويلًا، حيث تظهر بيانات البنك الدولي، التي أعدها العالم «طارق خوخار»، باستخدام تقديرات متوسطة لأرقام الأمم المتحدة، أن العالم سيشهد تغييرات كبيرة بصورة مدهشة من قبيل: 1- ارتفاع عدد سكان العالم بنحو 4 مليارات نسمة بحلول عام 2100. فعدد سكان العالم يزداد تدريجياً بوتيرة أبطأ، ولكنه سيستمر في النمو بشكل كبير. وحالياً، يزداد عدد سكان العالم بنحو 83 مليون نسمة سنوياً، غير أن النمو السكاني قد انخفض إلى 1,18% سنوياً مقابل 1,24% قبل عقد من الزمن. وتتوقع الأمم المتحدة أن يستمر النمو السكاني حتى يستقر تدريجياً، ومن المؤكد أن عدد سكان العالم سيرتفع في المدى القصير، ولكن الأمم المتحدة تقول إن هناك فرصة بنسبة 1 إلى 4 بأن يستقر عدد سكان العالم أو ينخفض قبل عام 2100. ولكن ما مدى دقة هذه التوقعات؟ في الماضي، كان لدى الأمم المتحدة سجل جيد بالنسبة لتوقعات السكان، حيث توقعت عام 1948 أن عدد سكان العالم سيبلغ نحو 6 مليارات نسمة في عام 2000، وكان هذا التقدير أقل فقط بنسبة 5% عما كان عليه عدد السكان فعلياً في تلك السنة، كما يشير «خوخار». وكما يقول المثل، فإن الأداء السابق لا يعد ضماناً مؤكداً بالضرورة للحكم على المستقبل. فهناك عوامل قليلة يمكن أن تحرف هذه النتائج. وتتوقع الأمم المتحدة أن ينخفض معدل الخصوبة بشكل كبير. 2- إن هذه الزيادة غالباً تأتي من قارة واحدة هي أفريقيا، ذلك أن توقعات الأمم المتحدة بالنسبة لأفريقيا مثيرة للغاية. فمن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان هذه القارة بحلول عام 2100. وحالياً، تمثل أفريقيا 16% من عدد سكان العالم. وتتوقع الأمم المتحدة أن ترتفع هذه النسبة إلى 25% في عام 2050 وبنسبة 49% بحلول عام 2100. ويعود هذا في الغالب إلى ارتفاع نسبة الشباب في القارة، وجزئياً إلى ارتفاع معدلات الخصوبة فيها. وتقريباً، فإن نصف عدد سكان القارة تقل أعمارهم عن 24 عاماً في عام 2015. وكثير من هؤلاء سيكون لديهم أطفال في العقود القليلة المقبلة. وفي المقابل، تتوقع بيانات الأمم المتحدة أن يصل عدد سكان آسيا إلى الذروة، ومن ثم يبدأ في الانخفاض، حيث ستزداد نسبة الشيخوخة في العديد من الدول الآسيوية، أما أميركا اللاتينية وأوروبا وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا فستظل في الغالب كما هي. 3- إن نيجيريا ستصبح قريباً ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث إن عددها سيفوق عدد سكان الولايات المتحدة قريباً. ومن المتوقع أن تتجاوز تلك الدولة أميركا بحلول 2050 لتصبح ثالث أكبر دولة في العالم، بحسب توقعات الأمم المتحدة. وعند هذه النقطة، سيكون في كل من الصين والهند وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان والولايات المتحدة سكان أكثر من 300 مليون نسمة. وتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف النمو السكاني في العالم سيحدث قبل 2050 ويتركز في تسع دول هي الهند ونيجيريا وباكستان والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتنزانيا والولايات المتحدة وإندونيسيا وأوغندا. 4- الهند ستتفوق على الصين سكانياً، فمن المتوقع أن تصبح الهند أكبر دول العالم من حيث عدد السكان قريباً. ويبلغ عدد سكان الصين حالياً 1,38 مليار نسمة مقارنة بـ1,31 مليار نسمة في الهند. وبحلول 2022، سيرتفع عدد سكان كل من الدولتين إلى 1,4 مليار نسمة، ومن ثم يستقر عدد سكان الصين بسبب التقدم في العمر، بينما سيواصل عدد سكان الهند الارتفاع ليبلغ 1,5 مليار نسمة في 2030، و1,7 مليار في 2050. 5- أوروبا تتقدم في العمر، يزيد عمر ربع سكان أوروبا تقريباً حالياً على 60 عاماً. وسترتفع هذه النسبة إلى الثلث ما بين عامي 2050- 2100. وبحلول 2050، فإن أعمار ربع السكان أو أكثر في جميع أنحاء العالم - باستثناء أفريقيا - ستكون 60 أو أكثر. آنا سواسون: كاتبة صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»