فضلاً عن أن «اليوم العالمي للعمل الإنساني»، الذي وافق يوم أمس التاسع عشر من شهر أغسطس الجاري، يُعَدُّ مناسبة لتحفيز المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد، في الوقوف إلى جانب الذين يواجهون الأخطار والمحن حول العالم، والذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، فإن هذا اليوم يُعَدُّ مناسبة لتكريم ذوي الإسهام الكبير في مجال العمل الإنساني العالمي أيضاً، والتذكير بأفضالهم وجهودهم، وإبراز دورهم في إنقاذ البشرية من الأخطار والمحن كافة. ومن هذا المنطلق فإنه من الواجب التذكير بالجهود الإنسانية الكبيرة التي بذلها الأب المؤسس المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- الذي أسس دولة الاتحاد، في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وغرس فيها بذرة الخير والتسامح والوقوف إلى جانب الإنسان وإغاثة الملهوف وذي الحاجة، مهما كان الموقع الذي يعيش فيه على كوكب الأرض، ومهما كان انتماؤه العقدي أو الطائفي أو العرقي، ومهما كانت ثقافته أو لغته، حتى أصبح هذا التوجه بمنزلة الثقافة الشاملة في المجتمع الإماراتي بكامل مكوناته، بداية من الحكومة والمؤسسات الوطنية، مروراً بمؤسسات النفع العام والمؤسسات الخاصة، وصولا إلى رجال الأعمال والأفراد العاديين. كما أن هذه المناسبة تُعَدُّ فرصة للتذكير أيضاً بفضل القيادة الرشيدة للدولة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي سار على نهج التسامح والعطاء غير المحدود وغير المشروط نفسه تجاه الآخرين، وهو النهج الذي بفضله استمرت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية في التقدم على سلم الترتيب الدولي وفق مؤشرات العطاء الإنساني والمنح والمساعدات التنموية، إلى أن تمكّنت من التربع على قمة هذا الترتيب، وأصبحت الدولة الأولى في العالم في «مؤشر نسبة المنح والمساعدات الإنسانية إلى الناتج المحلي الإجمالي»، ضمن التصنيف الذي يصدر -بشكل دوري- عن «لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، متفوقة في ذلك على جميع دول العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة والدول الأولى في العالم وفق مؤشرات حجم الاقتصاد. والأمر المهم في ذلك أيضاً، هو أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى عالمياً -وفق المؤشر المذكور- وتحافظ عليها على مدار العامين الماضيين، ما يؤكد ثبات توجهها وسياساتها، ورسوخ مكانتها كوجهة عالمية للعمل الإنساني، وكمانح للمساعدات الإنمائية العالمية. هذه المكانة المتميزة والراسخة لدولة الإمارات العربية المتحدة في العمل الإنساني العالمي، تعتبر مصدر إلهام لجميع دول وبلدان العالم وشعوبه، ويعد «اليوم العالمي للعمل الإنساني» مناسبة جيدة لإبراز دورها كمثال يُحتذى به في دعم منظومة العمل الإنساني. وهو الدور الذي تمارسه من خلال مؤسساتها الخيرية المتعددة، مثل «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، و«مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، و«مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية»، و«الهلال الأحمر الإماراتي»، وغيرها الكثير من المؤسسات، التي يمتد دورها الإنساني إلى خارج حدود الوطن، ليضفي على المبادرات الإنسانية للإمارات بُعداً إقليمياً وعالمياً، ويوصل مساعداتها ومنحها إلى جميع مستحقي المساعدات حول العالم، بمَنْ فيهم المتضررون من الكوارث الطبيعية والأوبئة، والمتضررون من الحروب والصراعات المسلحة أيضاً، والمهجَرون قسراً من أوطانهم لأي سبب كان، حتى إن شبكة المساعدات الإنسانية الإماراتية الواسعة باتت تغطي ثلثي دول العالم، وتصل إلى مناطقه القريبة والنائية كافة من دون استثناء. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية